Rum
الروم: في سياستهم، وحضارتهم، ودينهم، وثقافتهم، وصلاتهم بالعرب
Genres
أن شرائع موسى إنما أنزلت لتكون حلقة وصل بين عهد البطاركة الأولين وعهد المسيح، ولم يكن التثليث في نظره وما يتبعه من خلاص سوى تتمة طبيعية لعقيدة اليهود ونبوات الأنبياء مع إيضاح كامل لبعض ما جاء غامضا ناقصا في الفلسفة الأفلاطونية.
وبعد أن طهر يوسيبيوس عقول قرائه من أدران الوثنية، وأبان قدم عهد النصرانية ومكانتها في تاريخ العالم وسمو منزلتها في منهاج الخالق؛ وضع تاريخا خاصا للكنيسة
Historia Ecclesiastica
منذ ظهور السيد ليبين أمانتها لتعاليمه وأنها واسطة لخلاص الأنفس من الخطيئة، وما عذاب اليهود في نظره وتشردهم بعد ظهور السيد سوى برهان ساطع على تخلي الخالق عنهم، ولم تحبط مساعي الأباطرة مضطهدي النصرانية في نظر هذا المؤرخ إلا بقوة الإيمان وعظمته، وما انتصار قسطنطين على مكسنتيوس أولا وعلى ليكينيوس ثانيا سوى إتمام ساطع باهر لوعود الله - عز وجل.
27
وفي هذا القرن اشتهر عدد من المؤرخين غير يوسيبيوس، فكان سقراط القسطنطيني الذي أكمل عمل يوسيبيوس ب
Historia Ecclesiastica
أخرى أوصل فيها تاريخ الكنيسة إلى السنة 439، وكان أيضا صوزومانيوس الغزي فألف كتابا مماثلا وقف فيه عند السنة 439، وثيودوريطس القورشي الذي سبقت إليه الإشارة وإلى تاريخه، وهو يعنى بالمدة بين السنة 325 والسنة 429.
بيروت
وكانت بيروت قد أصبحت منذ أوائل القرن الثالث مركزا لتعميم القوانين ونشرها، وكانت تجارتها واسعة ودخلها كبيرا فاستهوت دعاويها القائمة أمام محاكمها أكبر المحامين وأشهر الأساتذة، وبالطبع استتبع ذلك نشوء مدرسة الحقوق وازدهارها فيها، ونبوغ طائفة من أساتذة القانون اشتهر منهم على تعاقب العصور أولبيانوس الصوري (170-228)، وبابنيانوس (+212)، ثم غايوس ومرقيانوس وتريفونيوس في القرن الثالث ودومنيونوس في القرن الرابع، وهو الذي راسله ليبانيوس فأوصاه ببعض طلاب أنطاكية.
Unknown page