وجاء في مجلة العالمين:
إن ما أتى به غوستاڤ لوبون من البحث الدقيق في مؤلفاته في الفلسفة وعلم الحياة والتاريخ مكنه من إيضاح بعض الأمور العظيمة التي ظلت غامضة حتى الآن، وقد استطاع أن يوضح قواعد الحركات الثورية في كتاب مبتكر جديد بحث فيه عن روح الثورات والثورة الفرنسية.
أوضح في هذا الكتاب وجه الشبه بين السنن النفسية للحوادث الكبيرة التي حولت مصير الأمم كثورة الإصلاح الديني والثورة الفرنسية، كما أنه أوضح فيه شأن الشعوب الضعيف في الحركات الثورية ومناقضة عزائم أعضاء المجالس وهم منفردون لعزائمهم وهم مجتمعون والتأثير الكبير للعاطفة والدين في سير أبطال الثورة الفرنسية.
باريس في 6 من يناير سنة 1934
مقدمة المؤلف (1)
مختلف الآراء في الثورة الفرنسية
لم أضع هذا الكتاب لأمدح الثورة الفرنسية أو لأذمها، بل لأفسرها بما ذكرته من السنن النفسية في كتاب «الآراء والمعتقدات».
ومع أن الغاية التي توخيتها تجعلني لا أبالي بالآراء التي قيلت في الماضي فإنني رأيت الاطلاع عليها مفيدا، فخصصت فصلا لبيان ما أتى به المؤرخون من مختلف الأفكار في الثورة الفرنسية.
لا تعبر الكتب إلا عن آراء أصبحت قديمة، وهي - وإن أمكن أن تهيئ الأفكار المستقبلة - قلما تعرب عن الأفكار الحاضرة، والمجلات والجرائد وحدها هي التي تعبر عن الوقت الحاضر تعبيرا صادقا، ولهذا فإن ما يجيء فيها من النقد مفيد جدا.
يمكن أن نستخرج من المقالات التي نشرت حول هذا الكتاب ثلاثة آراء دالة على ما يدور الآن حول الثورة الفرنسية من الأفكار:
Unknown page