قَالَ عَليّ بن أبي طَالب القيروانى العابر وَمَا حَدِيث عُمَيْر هَذَا واستخراجه المَال بالمنام بِأَعْجَب مِمَّا كَانَ عندنَا وشاهدناه فِي عصرنا بمدينتنا من أَبى مُحَمَّد عبد الله البغانشى وَكَانَ رجلا صَالحا مَشْهُورا بِرُؤْيَة الْأَمْوَات وسؤالهم عَن الغائبات وَنَقله ذَلِك إِلَى أهلهم وقراباتهم حَتَّى اشْتهر بذلك وَكثر مِنْهُ فَكَانَ الْمَرْء يَأْتِيهِ فيشكو إِلَيْهِ أَن حميمه قد مَاتَ من غير وَصِيَّة وَله مَال لَا يهتدى إِلَى مَكَانَهُ فيعده خيرا وَيَدْعُو الله تَعَالَى فِي ليلته فيترا آلَة الْمَيِّت الْمَوْصُوف فيسأله عَن الْأَمر فيخبره بِهِ
فَمن نوادره ان امْرَأَة عجوزا من الصَّالِحَات توفيت وَلَا مرأة عِنْدهَا سَبْعَة دَنَانِير وَدِيعَة فَجَاءَت إِلَيْهِ صَاحِبَة الْوَدِيعَة وَشَكتْ إِلَيْهِ مَا نزل بهَا وأخبرته بأسمها وَاسم الْميتَة صاحبتها ثمَّ عَادَتْ إِلَيْهِ من الْغَد فَقَالَ لَهَا تَقول لَك فُلَانَة عدى من سقف بيتى سبع خشبات تجدى الدَّنَانِير فِي السَّابِعَة فِي خرقَة صوف فَفعلت ذَلِك فَوَجَدتهَا كَمَا وصف لَهَا
وَقَالَ وأخبرنى رجل لَا أَظن بِهِ كدبا استأجرتني امْرَأَة من أهل الدُّنْيَا على هدم دَار لَهَا وبنائها بِمَال مَعْلُوم فَلَمَّا أخذت فِي الْهدم لَزِمت الفعلة هى وَمن مَعهَا فَقلت مَالك قَالَت وَالله مالى إِلَى هدم هَذِه الدَّار من حَاجَة لَكِن أَبى مَاتَ وَكَانَ ذَا يسَار كثير فَلم نجد لَهُ كثير شَيْء فخلت أَن مَاله مدفون فعمدت إِلَى هدم الدَّار لعلى أجد شَيْئا فَقَالَ لَهَا بعض من حضر لقد فاتك مَا هُوَ أَهْون عَلَيْك من هَذَا قَالَت وَمَا هُوَ قَالَ فلَان تمضين إِلَيْهِ وتسألينه أَن يبيت قصتك اللَّيْلَة فَلَعَلَّهُ يرى أَبَاك فيدلك على مَكَان مَاله بِلَا تَعب وَلَا كلفة فَذَهَبت إِلَيْهِ ثمَّ عَادَتْ إِلَيْنَا فَزَعَمت أَنه كتب اسْمهَا وَاسم أَبِيهَا عِنْده فَلَمَّا كَانَ من الْغَد بكرت إِلَى الْعَمَل وَجَاءَت الْمَرْأَة من عِنْد الرجل فَقَالَت ان الرجل قَالَ لى رَأَيْت أَبَاك وَهُوَ يَقُول المَال فِي الحنية قَالَ فَجعلنَا نحفر تَحت الحنية وَفِي جوانبها حَتَّى لَاحَ لي شقّ وَإِذا المَال فِيهِ قَالَ فأخذنا فِي التَّعَجُّب وَالْمَرْأَة تستخف بِمَا وجدت وَتقول مَال أَبى كَانَ أَكثر من هَذَا ولكنى أَعُود إِلَيْهِ فمضت فأعلمته ثمَّ سَأَلته المعاودة فَلَمَّا كَانَ من الْغَد أَتَت وَقَالَت انه قَالَ لَهَا أَن أَبَاك يَقُول لَك احفرى تَحت الْجَابِيَة المربعة الَّتِي فِي مخزن الزَّيْت قَالَ ففتحت المخزن فَإِذا بجابية مربعة فِي الرُّكْن فأزلناها وحفرنا تحتهَا فَوَجَدنَا كوزا كَبِيرا فَأَخَذته ثمَّ دَامَ بهَا الطمع فِي المعاودة فَفعلت فَرَجَعت من عِنْده وَعَلَيْهَا الكآبة فَقَالَت زعم انه رَآهُ وَهُوَ يَقُول لَهُ قد أخذت مَا قدر لَهَا وَأما مَا بقى فقد جلس عَلَيْهِ عفريت من الْجِنّ يَحْرُسهُ إِلَى من قدر لَهُ والحكايات فِي هَذَا الْبَاب كَثِيرَة جدا
1 / 33