Ruh Cazim Mahatma Ghandi
روح عظيم المهاتما غاندي
Genres
فالحركات النفسية قد تقترن بحركات جسدية بطلت حكمتها أو بطلت موجباتها «الفزيولوجية»، ولكن بطلان تلك الموجبات لا يدل على بطلان الحركات النفسية التي تلازمها، ولا يفيد أن الغضب والخوف مثلا لا ينفعان اليوم لأن العوارض الجسدية التي لازمتهما زمنا طويلا كانت نافعة من الوجهة الفزيولوجية، ثم بطل نفعها في عصر الحضارة من هذه الوجهة.
فإن الغضب والخوف قد ينفعان اليوم من الوجهة النفسية، وإن لم تستفد بنية الإنسان من هياج الغدد أو تيقظ الأعصاب وتنبه الدماغ.
أما أن المعتدي يخجل من اعتدائه إذا رأى السماحة من المعتدى عليه في غير جبن ولا استكانة، فذلك صحيح في كثير من المعتدين، وله ولا شك أثره في تأنيب الضمير وتعويده الكف عن العدوان، وقلة الاعتزاز به والالتجاء إليه.
ولكننا، سواء حدث هذا أو لم يحدث، لا يصح أن نفهم منه أن الخير قوة «سلبية » لا عمل لها إلا أن تترك الشر يعمل ثم تقابله بالسماحة والإغضاء.
فهل قصارى الخير أنه لا يقاوم الشر؟ وهل من حق الشر وحده أن يبدأ بالعمل ويتمادى فيه، وأن نترك له أن يخجل أو لا يخجل من عاقبة عمله؟
ألا يوجد ثمة نوع من الكبح والزجر يعيد المعتدي إلى ضميره فيشعر بتأنيبه ويرجع عن عدوانه؟
ألا يلزم أن يشعر المعتدي بعجزه عن الاعتداء في كثير من الأحيان؟
أليس هناك فرق بين من تأصلت فيه ضراوة العدوان وبين من يستسهله لأمان عقباه، وهو على استعداد للرجوع عنه إذا لقي المقاومة من أول اعتداء ...؟
ألا يكون الخير خيرا إلا إذا ضربه الشر فصفح عنه؟
ألا يجب على الخير أحيانا أن يضرب الشر وهو خير لا يزال؟ •••
Unknown page