============================================================
الاول فهي أعلي وأجل من ان يكون لديها مقدار لعالم الطبيعة ، فضلاا عن الميل اليها ، واثما افاضتها عليها متصلة ليكمل بها ما ليس بكامل شم قوله : فلو كانت النفس تامة مثل العقل ، لثبتت علي ما رأت في عالمها ، ولم ترغب فيما يكون عند معلوها من ايجاب انها قد استحالت عن حالتها الاولي ، فلم تثيت عليها ، وقد تقدم من القول في هذا المعني ما يغني .
وقوله : ولم ترغب فيما عند مملولها هو ايجاب ان الطبيعة معلولها ، وكيف يصح القول بأن الطبيعة معلول الأنفس ووجودها بوجود الأشخاص التي مي من عالم الطبيعة أم كيف يتصور كون السماوات والكواكب والطبائع والمواليد منها وهي حصورة في اشخاص يستوعبها العدد * أم كيف يصح أن يرغب التام في أحواله فيما دونه ؟ ان ذلك لمحال واذا كان محالا لزم أن وجود عالم الطبيعة مع المنبعث الأول ، وان كان(1) كمال الموجودات التي فيها يقيضه ولشرح ذلك عقد يبين تحامل صاحب النصرة علي صاحب الاصلاح ، وان كان كلام صاحب النصرة صحيحا علي الوجه الذي ييناه لا علي الوجه الذي نحاه في النقض .
الفصل الرابع والثلاثون من الباب الاول قال صاحب النصرة : كر الحكيم في المنطق ان الاشياء كلها موجودة في أربعة معان اما في ذوات الاشياء ، واما في الفكرة ، واما في القول ، واما في الكتابة ، فالاشياء الموجودة في ذواتها هي التي قد أحاط العقل بها ولم يعزب عن احاطته بها شيء اذ لا يوجد لا ذات له ، واذا كات ليس الذي ماله ذات تجا من حيز العقل ، فالعقل اذا قد أحاط بجميع (1) سقطت في نسفة (ب)
Page 96