230

============================================================

والابداع واسطة بين المبدع والمبدع هو اثر من المؤثر في المؤبر ، وقال : وصورة الابداع متوسطة بين الفاعل والمفعول ، ووجودها من جهة الفاعل الميدع، فأثر الصورة يوجد من جهة المبدع في المفعول ، فهذه الصورة اعني الابداع صارت في المبدع سبحانه .

ونقول : هذا الكلام ينطوي فيه ايجاب ما لم يبدعه الله ، ولا احدثه وهو خلاقه ما عليه الموحدين ، وذلك انه بقوله جعل الابداع غير المبدع فقد اوجب ان الابداع صورة في المبدع ، ثم اوجب بقوله ان يكون ماصارت الصورة التي سماها ابداعا له صورة والذي سماها مؤثرا فيه ثابتا ، غير مخترع ، ولا محدث ، ولا يجوز اعتقاد ذلك فان الابداع ليس شيئا هو غير المبدع اذ لو كان ما يتصوره مبدعا غير الابداع لا يخلو ان يكون اما وجوده مع الله عالي ، او وجوده لذانه ، وبطل ان يكون وجوده لذائه ، فيكون فيه جزأ، فيما لم يزل مع الله تعالي اذ لا يخلو وجوده مع الله تعالي من ان يكون متشابها له تعالي الله عن ذلك. ، ومثلا له فيكون كونهما اثنين مثلين موجيا لاختصاص كل منهما بما به وقعت الاثتينية والاختصاص في شينين ، لا يكون الا لسبب موچب كونهما علي ذلك سابق عليهما ، وعنه وجودهما ، واما غير متشابه ، ولا مثل فيكون ضدا ، ووجود الضدين لا يححون الا بغيرهما الذي يحقظ عليهما وجودهما ، اذ في وجود احد الضدين بطلان وجود الآخر ، ففد اوجب وجودهما ( ما يتقدم عليهما مما يحفظ عليهما وجودهما ) فيفتضي ذلك ان يكون الميدع تعالي مبدعا ، وان يتقدم عليه ما هو اولي ، وبالاهية تمالي وتكبر، وذلك اشد امتناعا ، واكثر محالا ، واذا كان وجود ما اوجب وجوده ، الا انه لا يخلو من وجهن اذا بطل الوجهان جميعا بطل ان پكوت وجوده ذاته ، واذا بطل ان يكون وجوده لذاته ، ثبت ان يكون وجوده عن 228

Page 230