============================================================
قد تقدم كلامنا علي ذلك ، وقوله ذلك خطأمن وجهين ، احدهما انه اطلق العقل علي المبدع وجعله مثل مبدعه الذي قال انه تام ، وهو شرك ، ولا يجوز ان يقال ، لان الله متجرد بنفسانيته عن التمام والتام الموجودين بابداعه اياهما ، ولا يقال ان الميدع بالابداع التام لا يكون إلا تاما حتي يكون الابداع هو التمام ، وقانيهما انه اوقع اسم المبدعية علي ما يكون من عالم الطبيعة وذلك محال ، لان الذي يستحق أسم المبدعية هو المتقدم وجوده علي الأشياء كلها ، لا من الشيء الذي هو القائم بالفعل ، ولا بالقوة ، واذا كان ذلك كذلك فلا يجوز اعتقاد ما قاله إلا علي الوجه الذي يصح .
الفصل الرابع عشر من الباب العاشو قال صاحب المحصول : ان العقل اثما يفيد الصور من علته التي هي الكلمة ، كما ان الشمس تفيد القابسين من ضوتها ، لا من جرمها ، واذا كان اخراچه لما فيه من قوة علته التي هي الكلمة ، وافادته اياهم كذلك منها استبان اش الكلمة هي التي صارت علة الأشياء البارزة من العقل ، لاهوية العقل ، الا ان العقل صار واسطة بين الحلمة وما دونه .
ونقول : ان العقل الذي ذكره هو عقول النطقاء وتابعيهم التي من علتها ، والتي هي غيرها يقتبسون ، لا العقل الاول الذي هو المبدع الأول ، لان العقل الاول لا يحتاج في وجود ما يوجد عنه الي غيره ، بكونه هو العلة ، والكلمة بعينها التي عنها ومن ذواتها وجود ما وجد ، ولذلك قلنا انه التمام الذي عنه وجد التام فلا يحتاج الي شيء هو خارج عن
Page 228