============================================================
منها علي التوحيد ، والسياسة ، وتقويم النفس ، ورياضتها في معرفة الحدود ، واخراجها الي الفعل(1) ، واذا كان ذلك كذلك ، فآدم صاحب شريعة ورسوم دعا اليها، ودلء علي حدود الله ولوحيده .
الفصل الحادي والعشرون من الباب التاسع قال صاسب النصرة : ا يقول صاحب هذه المقالة ان الخلق في الدور العظيم لم يعرفوا حيث لم تكن فيا بينهم شريعة ظاهرة متشابهة * او يقول ان القائم عليه السلام في رفع الشرائع الممثلة يبطل معرفة التوحيد ، ويخرج الناس الي القول بالتعطيل* فاذا كان الخلق لم يجهلوا التوحيد ، ولا في دور القائم ايضا يجهلوته ، مع رفع الشرائع ، كان جائزا ان يكون آدم عليه السلام دعا الناس الي التوحيد (2) بغير اشارات ، وضرب امثال هذا بقوله .
ونقول : قد تقدم من كلامنا علي العلم والجهل وكون احدمما تارة بالقوة ، وتارة الفعل ، مما ينطوي فيه شرح الحال ، فيماكان عليه الخلق في الدور العظيم ، وكونهم في نهاية الجهل علي مقتضي قول صاحب النصرة ، تصير دعوة آدم عليه السلام ، وكونه معلما لتابعيه معالم التوحيد ، فضلا ، لم يكن يحتاج اليه ، وذلك انه اوجب ان القوم كانوا عارفين بالتوحيد (واذا كانوا عارفين (3) بالتوحيد) لم تكن دعوة آدم اياهم الي الشيء الذي كانوا يعرفونه الا فضلا لا يحتاج اليه ، وذلك من المحال ، فان (1) جاءت (بالفعل) في لسخة (پ).
(2) سقطت بنسخه (ب).
(3) سقطت الجمة بتمامها في تسخة (ا)
Page 200