152

============================================================

لان فيه جميع ما في العالمين ، فشبه كل ما في العسالم السفلي به ، حتي لايغادر منه شيئأ ، فوضع بازاء جسده الاجساد المتعقدة ، وكذلك جسده منعقد ، (كانعقاد الاجسام (6)) ثم وضع بازاء نموه الاجساد المذاية لما فيها من الذوبان ، والذوبان لايكون الا في حركة الجواهر الذي تذوب وكذلك النمو لايكون الا بالحركة ، فلما تشابها في باب الحركة شبه كل واحد منهما يصاحبه ، ووضع بازاء سحسه الاجساد النامية ، ووضع امام نطفة الحيوان ، فاجتمع فيه باقي العالم عن الاجساد المنعقدة والمذاية والتامية والحسية ، وقاق هو بالمنطق علي سائر الجواهر، محصول قوله ان البشر قد شابه العالم حتي انه لم يغادر منه شيئا ، فان جسده بازاء الاجساد المنعقدة ، وان ثموه بازاء الأجساد المذابة ، وان حسه بازاء الأجساد التامية ، وان نطقه بازام الحيوان ، وأنه فاق بالمنطق علي غيره من سائر الجواهر ونقول : ات الخلاف بين الصادين في هذا الفصل ، ان صاحب الإصلاح جعل من الانسان بازاء ثموه من العالم الكبير النبات الذي يثبت وينمو ، وصاحب النصرة جعسل بازام ذلك الأجساد المذابة ، وجعل صاحب الاصلاح منه بازاء حسه من العالم الكبير الحيوان ، وصاحب النصرة جعل بازاء حسه الأجسام النامية ، وجعل صاحب الاصلاح الناطقة من الانسان ، هي التي تقرد بها ، وفضل بها علي العالم ، وجعل صاحب النصرة ذلك بازاء الحيوان ، وقول صاحب الاصلاح اقرب بكون ما سبهه من جنس المشبه به ، وله من المطابقة ما ليس لقول صاحب التصرة ، وفي الجملة فالبشر ليس بنظير هذا العالم فقط ، بل هو نظير لعالمين جميعا بكونه جامعا لجميع الأمور التي سبقته في الوجود ، وماثلا بالموجود فيه لكليهما ، والأمر فيه علي ذلك لا علي ما قالاه .

سقعلت في لسخو(ب).

Page 152