Riyad al-nufus fi tabaqat ʿulamaʾ al-qayrawan wa-¶ ifriqiyyat wa-zuhhadhum wa-nussakhum wa-siyyar min ahbarihim wa-¶ fadaʾilihim wa-awsafihim

Abu Bakr al-Maliki d. 464 AH
120

Riyad al-nufus fi tabaqat ʿulamaʾ al-qayrawan wa-¶ ifriqiyyat wa-zuhhadhum wa-nussakhum wa-siyyar min ahbarihim wa-¶ fadaʾilihim wa-awsafihim

رياض النفوس في طبقات علماء القيروان و¶ افرقية وزهادهم ونساكهم وسير من أخبارهم و¶ فضائلهم وأوصافهم

Investigator

بشير البكوش

Publisher

دار الغرب الإسلامي

Edition Number

الثانية

Publication Year

١٤١٤ هـ - ١٩٩٤ م

Publisher Location

بيروت - لبنان

Genres

ذلك المنزل يشكون عاملهم، ويتظلمون منه، فقال: «أو قد فعل؟» قالوا: «نعم»، فالتفت إلى أصحابه فقال لهم وأنا فيهم أسمع: «لا خير في الإمارة لرجل مؤمن» قال الصدائي: «فدخل ذلك في نفسي»، ثم أتاه آخر، فقال: «يا رسول الله اعطني!» فقال ﷺ: «من سأل الناس عن ظهر غنى فصداع في الرأس وداء في البطن»، فقال السائل: «فاعطني من الصدقة!» فقال ﷺ: «إن الله ﷿ لم يرض حكم نبي ولا غيره في الصدقات حتى حكم هو فيها فجزأها ثمانية أجزاء، فإن كنت أنت من تلك الأجزاء أعطيتك حقك» قال الصدائي: «فدخل ذلك في نفسي، إني سألته من الصدقات وأنا غني». [ثم إن رسول الله، ﷺ، اعتشى من أول اللّيل، فلزمته، وكنت قويا، وكان أصحابه ينقطعون عنه ويستأخرون حتى لم يبق معه أحد غيري] (١٠). فلما كان أوان أذان (١١) الصبح، أمرني، فأذنت، فجعلت أقول: «أقيم يا رسول الله؟» فنظر إلى ناحية المشرق (١٢) إلى الفجر، فقال: «لا»، حتى إذا طلع الفجر [نزل رسول الله ﷺ، فتبرّز ثم انصرف إليّ] (١٠) و[قد] (١٠) تلاحق به أصحابه قال: «هل من ماء يا أخا صداء؟» فقلت: لا، إلا شيء قليل (١٣) لا يكفيك» قال: اجعله في إناء ثم ائتني به» فقلت: «نعم»، فوضع كفه في الإناء، فرأيت بين كل أصبعين من أصابعه عينا تفور، فقال: «لولا أني أستحي من ربي يا أخا صداء لسقينا وأسقينا. ناد في أصحابي: من له حاجة بالماء؟» [فناديت فيهم] (١٠) فأخذ من أراد منهم. ثم قام نبي الله ﷺ إلى الصلاة، فأراد بلال أن يقيم، فقال له نبي الله: «إن أخا صداء هو أذن، ومن أذن فهو يقيم الصلاة».قال الصدائي: «فأقمت؛ فلما قضى رسول الله ﷺ الصلاة أتيته بالكتابين، فقلت: «يا نبيّ الله، أعفني من هذين»، فقال نبيّ الله: «وما بدا لك؟» فقلت: «يا رسول الله، سمعتك تقول: لا خير في الإمارة لرجل مؤمن، وأنا مؤمن (١٤) بالله ورسوله. وسمعتك تقول لسائل (١٥): من سأل الناس عن ظهر

(١٠) زيادة من فتوح مصر والمعرفة والتاريخ وكنز العمال. (١١) في فتوح مصر والمعرفة والتاريخ: صلاة. (١٢) في الأصل والمطبوعة: الشرق. والمثبت من المصادر. (١٣) كذا في الأصل والمصادر. وفي المطبوعة: شيئا قليلا. (١٤) في فتوح ومصر وكنز العمال: أومن. (١٥) في المصدرين المذكورين: للسائل.

1 / 88