88

Riyad Afham

رياض الأفهام في شرح عمدة الأحكام

Investigator

نور الدين طالب

Publisher

دار النوادر

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٣١ هـ - ٢٠١٠ م

Publisher Location

سوريا

Genres

تقديم حديث: «الأعمال بالنيات»، أمام كل شيء ينشأ ويبدأ (١) من أمور الدين؛ لعموم الحاجة إليه في جميع أنواعها (٢). قلت: ومثل هذا الحديث في اعتبار النية قوله ﷺ: «إن الله لا ينظر إلى صوركم وأبشاركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم» (٣)، وكلاهما يشير إلى قوله -تعالى-: ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ﴾ [البينة: ٥]، وقوله -تعالى: ﴿فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا﴾ [الكهف: ١١٠]، والمراد من ذلك: أن تكون أفعال العبد وأقواله متمحضة (٤) لإرادة التقرب إلى الله -تعالى-، أعاننا الله على ذلك. الثاني: كلمة (إنما) تقتضي الحصر لوجهين: أحدهما: أن (٥) ابن عباس ﵄ لم يعارض في فهمه الحصر منها في قوله ﷺ: «إنما الربا في النسيئة» (٦)، وعورض بدليل آخر يقتضي

(١) في (ق): "ويبدأ. (٢) انظر: «الأذكار» للنووي (ص: ٥). (٣) رواه مسلم (٢٥٦٤)، كتاب: البر والصلة والآداب، باب: تحريم ظلم المسلم، من حديث أبي هريرة ﵁، إلا أنه قال: «وأموالكم» بدل «وأبشاركم». (٤) في (ق): "منضحضة. (٥) أن ليست في (ق). (٦) رواه مسلم (١٥٩٦)، كتاب: المساقاة، باب: بيع الطعام مثلا بمثل، من حديث ابن عباس، عن أسامة بن زيد ﵃.

1 / 20