============================================================
وما سمعته من شيخي المرحوم ان والده ضياء الدين آمره بالحضور امام خليفته الشيخ ملا خضر ليتوجه اليه وذلك في ليلة يوم الاجازة . وفعلا جاءه الخليفة واشتغل بالتوجهات الروحية اليه بعد العشاء الى قرب طلوع الصبح حتى جاه والده ينفسه وجلس عنده فتوجها اليه الى طلوع الصبح، فاستبشر الوالد وقال: الحمد لله الذي عافانا من القاءات الشيطان الى القلب في هذه المرحلة الاخيرة، ثم قال له : * يا بني أبشرك بانك الان نجوت من تسلط النفس والشيطان، . وهذا المقام يسمى عند اهل الطريق بمقام (البقاء بعد الفناء)، وتطبق على اصحاب هذا المقام الآية الكريمة (ان عبادي ليس لك عليهم سلطان) ثم بقي شيخي المرحوم مع اخيه المرحوم الشيخ نجم الدين مشتغلين بتربية المريدين والقاء التوجهات اليهم في ظل والدهما الجليل، قدس سره. ورزقه الله تعالى ابناء وبنات، من جملة ابناءه الكرام ابنه الارشد الشيخ عثمان الدي ولد سنة الف وثلاثماثة واربع عشرة الهجرية . وسياتي ذكره اكثر تفصيلا في القبس الرابع ان شاء الله .
وفي سنة الف وثلاثمائة وخمس عشرة رزق بابنه الثاني محمد خالد . وبقي هومداوما على الاذكار والاوراد والانشغال بأداب الطريقة تحت رعاية والده ضياء الدين. وبعد انتقال الوالد المبجل الى جوار ربه الرحيم، راضيا مرضيا محفوفا بالانوار الربانية، سنة الف وثلاثماثة وثماني عشرة الهجرية استقر اخوه المرحوم الشيخ تجم الدين في محل والده مرشدا في بيارة. وانتقل شيخي الى قرية (دهره شيش) قرب قصبة حلبجة واستقر فيها مشغولا بالارشاد. وينى في هذه القرية سنة الف وثلاثماثة وتسع عشرة دارا لسكناه وتكية للمريدين واشتغل بخدمة المسلمين وفي سنة الف وثلاثمائة وعشرين اقترح اصهاره في هورامان ايران ان ينتقل اليهم فلبى دعوتهم وانتقل الى قرية (سولاوا) البعيدة عن بيارة مسافة اثنتي عشرة ساعة مشيا على الاقدام، واستقر فيها مع اهله واولاده منصرفا الى ارشاد السالكين وخدمة المسلمين وفي سنة الف وثلاثمائة وثلاث وعشرين ترجى منه بعض الوجهاء في المنطقة ان ينتقل الى قرية (دوورووه) المقابلة للقرية السابقة والقريبة منها فانتقل اليها وبنى بها تكية ومدرسة اضافة الى غرف للزائرين. كما ينى قرب التكية دارا لنفسه، ومد ساقية من النهر الكبير لسقي المزارع والبساتين واشتغل كعادته بالارشاد وخدمة العلم والدين والجهد في اصلاح شؤون المسلمين ويقي هناك الى سنة الف وثلاثمائة وثمان وعشرين. وفي هذه السنة تألم
Page 17