ألم تبلغك ضربة يزيد بعموده (^١)، وخبر خالد بن يزيد في أخدوده؛ والرّاية المعلمة، والآية المحكمة، مسجد مسلمة (^٢).
ثم كم قائظة، غائظة، وصائفة، عليكم طائفة. ثم عطفوا مغربين، وللأرض مخربين، فما تركوا من الأعاجم عاجمًا، ولا ناجمًا، ولا بقوا من البرابر غابرًا، ولا عابرًا، وساروا قدمًا يذبحون البر ذبحًا، ويسبحون البحر سبحًا، حتى طرقكم طارقهم في هذا الطرف، ورشقكم راشقهم في هذا الهدف، واقتحموا عليكم هذه البلاد فأوطئوها، وكأنما رموها بالحجارة فما أخطئوها، فملكوا أرضكم بساحتيها، وأحاطوا بها من ناحيتيها.
وضمّوا جناحيكم إلى القلب ضمة … تموت الخوافي تحتها والقوادم (^٣)
فما تعرضك لقومٍ سلكوا بلادكم، واستعبدوا أولادكم. ثم إنهم حين قدروا، غفروا، ووضعوا الإتاوة على جماجم، الأعاجم، والمرسوم في براجم، السلاجم (^٤) فلا يحضرون العشّار، إلا بالعثار، ولا يشهدون الأسواق، إلا بالأطواق، فإن