Risalat Iblis
رسالة إبليس إلى إخوانه المناحيس
Genres
حاولتم علة قوم ذمة ... ... ... من ثم سميتم مجوس الأمة واجتمع أبو عمر بن العلاء وعمرو بن عبيد فقال عمرو لأبي عمرو : هل تعرف في كلام العرب أن أحدا فرط في ما لا يقدر عليه ؟ قال أبو عمرو : لا . قال : فأخبرني عن قوله تعالى : { يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله }. أكان حسرته على ما قدر عليه أو على ما لم يقدر عليه ؟ فقال أبو عمرو لأصحابه : قد أبان لكم أبو عثمان القدر بحرفين .
وسأل مجبر عدليا عن قوله _عليه السلام _ إذا ذكر القدر فأمسكوا والقدر سر الله فلا تفشوه والقدر بحر عميق لا يدرك غوره , فقال : كل ذلك حجة على المجبرة والقدرية . قال : ولم ؟ قال : أجمع المسلمون أن من أقر على نفسه بذنبه واستغفر ربه ولام نفسه بذنبه واستغفر ربه ولام نفسه فهو قد أصاب الحق , وعلى هذا كان السلف الصالح , وبهذا نطق القرآن في قوله : { وآخرون اعترفوا بذنوبهم } , وبهذا وردت السنة لما سئل النبي _صلى الله عليه وآله وسلم _ أهذا شيء يعلمه وسبق القضاء به ؟ قال : ففيم بعث , فالمراد إذا نسب المعاصي إلى القدر فأمسكوا ولا تقولوا كقول المجبرة . وقيل إذا سئل عن أفعال الله لم كان هذا بصيرا وهذا أعمى وهذا غنيا وهذا فقيرا فكلوا ذلك إلى تدبيره فإنه الحكيم في أفعاله العليم في قضاياه , لا يفعل إلا الصواب ولم يرد إضافة القبيح إلى قضائه , مع قوله : { ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله } وقوله { إن الله لا يأمر بالفحشاء } و{ والله لا يحب الفساد } ولا يريد ظلما للعالمين . ثم قال : ومن وجهة أخرى هو حجة عليكم وهو أنه أمر بالإمساك فأمسكوا ولا تضيفوا الكفر والفساد إلى قدره , فإذا فعلتم ذلك فقد خالفتم السنة وخضتم البحر المنهي عن خوضة وأفشيتم سره وقلتم بالجبر . فانقطع . ثم قال : أخبرني عن إفشاء هذا السر المغيب أمنا أو منه ؟ فان قلت منا تركت المذهب , وإن قلت منه فهو الذي أفشاه , وإن قلت منا ومنه فقد أشركت .
Page 44