Risalat Iblis
رسالة إبليس إلى إخوانه المناحيس
Genres
وكان فيهم رجل يعرف بالسورمني، نقض على أهل النحو قولهم : المبتدأ رفع ، وقال ليس كذلك والله يقول : { والشمس وضحاها } ونقض على أصحاب الحساب وقال : يقولون ثلاثة ثلاثة تسعة، أخطأوا فثلاثة قلانس في ثلاثة قلانس ستة!.
... وكان فيهم رجل يعرف بابن المهاجر، قال : الاسم هو المسمى، وكان يقول : الله عرض، وكان يقول : أنه ليس بقادر والقادر ليس بحي والعالم ليس بقادر، وكان يثبت قدماء بعضها إله وبعضها حي وبعضها قادر وبعضها عالم.
... وكلهم قالوا : إن الله مماس للعرش [وقيل لهم : لو كان لله في العرش حمار أكان مماسه ؟ قالوا : نعم . وقالوا : هو في ما لم يزل مريد بإرادة لا حادثة ولا محدثة، وقالوا : القرآن ليس بكلام الله وإنما هو قول حادث فيه وليس بمحدث، ويفصلون بين الحادث والمحدث. ويقولون: الكلام قدرة على التكلم والتكليم. وقالوا : أن أحدا لم يسمع كلام الله، مع قوله تعالى : { .. حتى يسمع كلام الله ..}. وقالوا : أن كلامه حال في ذاته لم ينزل به جبريل عليه السلام. وقالوا : لا يجوز أن يعدم عن ذاته شيء ويجوز أن يحدث في ذاته أشياء وقالوا : الأعراض كلها تبقى. ولهم في مذهبهم أسرار تشبه أسرار القرامطة لا يظهرونها، منها أنهم جوزوا أن يخرج الله الكفار من النار.
... وكان فيهم رجل يقال له أبو يعقوب الجرجاني يقول : لله تعالى يدان هما جسمان وله وجه وجنب وساق وكل ذلك أجسام. ومنهم من قال : الله أجسام، فقدماه جسمان ووجهه جسم.
... وقالوا : يجوز الكبائر والكذب على الأنبياء. وقالوا : يجوز ظهور المعجز على غير الأنبياء.
... وكان بعضهم يقول: الترك لا معنى له، فالله تعالى لا يعاقب على قبيح وترك واجب، وإن كان يثيب على فعل الطاعات، وكان يقول: من استأجر أجيرا ليفعل شيئا فلم يفعل لا يعاقب ولكن يسقط الأجر، وهذا إبطال للعقاب أصلا، ويعرف هذا القائل بأبي جعفر.
Page 108