سريع الإقشاع، من قول الهذلي:
أولئك ودعوت أتاك منهم ... رجال مثل أرمية الحميم
وما عنيت بالكتابي، من نسب إلى توارةٍ وإنجيل، دون من نسب إلى القرآن البجيل.
على أنّه لا بدّ من أمانةٍ مفترقة في البلاد، تكون للخيّر من التّلاد، وإنّها في الآخرة لأشرف، وأرحض لما يقترف، فليشفق على الصّبابة، إشفاق الندَّس ذي اللَّبابة، فكل واحدٍ منها دينار أعزةٍ، يبعث الرّابي على الهزّة، كما قال سحيم:
تريك غداة البين كفًا ومعصمًا ... ووجهاّ كدينار الأعزَّة صافيا
ولو نظر إليه قيس بن الخطيم لما شبّه به وجه كنوده، وجعله من أنصر جنوده، ولم يسمح أن يقول:
صرمت اليوم حبلك من كنودا ... لتبدل وصلها وصلًا جديدا
عشيَّة طالعت فأرتك قصرًا ... محاسن فخمة منها وجيدا
ووجهًا خلته لمّا بدا لي ... غداة البين دينارًا نقيدا
ولمثله قصد ربيعة بن المكدَّم، لمّا أيقن بحتفٍ مقدَّم، فقال:
شديّ علىَّ العصب أنَّ سيّار ... فقد رزيت فارسًا كالدّينار
أو ملكه مالك بن دينار مع زهده، وبلوغه في الورع أقصى جهده، لجاز أن يحجأ به على دينار أبيه، وقد يكذب قائل في التشبيه.
وكلّ هبرزيٍ من هذه الصُّفر المباركة، أبلغ في قضاء الحاجة من دينارٍ الذي اختاره للمأربة قائل هذا البيت:
هل أنت باعث دينارٍ لحاجتنا ... أو عبد ربٍ أخا عون بن مخراق
وهذا البيت يتداوله النحويوّن، وزعم بعض المتأخرين من أهل العلم أنّه