115

Risalat Ghufran

رسالة الغفران

Publisher

مطبعة (أمين هندية) بالموسكي (شارع المهدي بالأزبكية)

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٣٢٥ هـ - ١٩٠٧ م

Publisher Location

مصر

عصيدة، أنَّ قولهم فداءٍ لك بالكسر، إذا كان لها مرافع لم يجز فيها الكسر والتَّنوين. ولا ريب أنَّه يحكي ذلك عن العلماء الكوفييِّن. وعينَّنه في قول النّابغة: مهِّلًا فداءٍ لك الأقوام كلّهم ... وما أثمِّر من مالٍ ومن ولد فأمّا البصريّون فقد رووا في هذا البيت: فداءٌ لك. وكيف يقول الخليل المخلص، وهو عن الهجران متقلِّص: إنَّ حنينه حنين واله من النُّوق، وهي الذّاهلة إن حمل عليها بعض الوسوق، وإنَّما تسجع ثلاثًا أو أربعًا، ثمَّ يكون سلوُّها متبعًا؟ فأما الحمامة الهاتفة فقد رزقها الباريء صيتًا شائعًا، وظلَّ وصفها بالأسف ذائعًا، تنهض إلى التقاط حبٍّ، وتعود إلى جوز لها ذات أب، فإن هي صادفته أكيل بازٍ أو سوذانق، ليس من أبصر اثره بالآنق غدا به ظفر شاهين، وهي، البائسة، من اللاَّهين، فما هي إلا مثل الحيوان، تملُّ حالها في أقصر أوان. وقد زعم زاعمٌ، لا يصدَّق، أنَّ الحمائم في هذا العصر، يبكن مقعدًا هلك في عهد نوحٍ، أبرح له البارح أم رمي بالسُّنوح، وإنَّ دوامها على ذلك لدليل الوفاء، وما العوض عن خليل الصّفاء؟ لا عوض ولا نائب إلاَّ فيه، وكيف يعتب الزَّمن على تجافيه؟ وإنَّما حشي بشرٍّ وغدر، وكتب له العزُّ في القدر. وأمّا الظَّبية فإنّها لا توصف بحنين، ولكن تبتقل بلبِّ منين. ومن لها باليانع من الأراك، ولا تقول لفارس الخيل الشَّازبة: دراك ومن كان وجده يعدل عن الخلد، فإنّه إذا جنب إلى الولد، فسوف تذره المدد ناسيًا، كأنَّه ما جزع آسيًا ... وما أقلَّ صدق الألاّف، ولو بيعوا من الذَّهب، لا الورق، بآلافٍ:

1 / 120