44

Risālat al-ulfat bayn al-muslimīn

رسالة الألفة بين المسلمين

Editor

عبد الفتاح أبو غدة

Publisher

دار البشائر الإسلامية

Edition

الأولى

Publication Year

1417 AH

Publisher Location

حلب

Genres

Law
Sufism

وفي ((صحيح البخاري))(١) عن رِفَاعة بن رافع الزُّرَقي قال: كُنَا نُصلِّي وراءَ النبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم، فلما رفَع رأسه من الركعة قال سَمِع اللَّهُ لمن حَمِدَه، قال رجلٌ وراءه رَبَّنا ولك الحمدُ حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه. فلما انصرف قال: ((من المتكلم؟)) قال: أنا، قال: «رأيتُ بضعةً وثلاثين مَلَكاً يَبتدرونها أيُّهم يكتبها أوَّلَ».

ومعلومٌ أنه لولا جهرُه بها لما سَمِعه النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم ولا الراوي ومعلوم أن المستحبَّ للمأموم المخافتةُ بمثل ذلك.

وكذلك ثبت في ((الصحيح)) (٢)عن عمر أنه كان يَجهر بدعاء الاستفتاح: سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالَى جَدُّك، ولا آله غيرُك. وهذا فعَلَه بين المهاجرين والأنصار، والسُّنَّةُ الراتبةُ فيه المخافتة.

وكذلك كان من الصحابة من يَجهرُ بالاستعاذة، وفي ((الصحيح))(٣) عن ابن عباس أنه جهر بقراءة الفاتحة على الجنازة، وقال: لتَعْلَمُوا أنها السُّنَّة. ولهذا نظائر.

وأيضاً فلا نزاع أنه كان من الصحابة من يجهر بالبسملة، كابن الزبير ونحوِه، ومنهم من لم يكن يجهر بها كابن مسعود وغيرِه، وتكلّم الصحابة في ذلك، ولم يُبطِل أحدٌ منهم صلاةَ أحد في ذلك، وهذا مما لم أعلم فيه نزاعاً وإن تنازعوا في وجوب قراءتها فتلك مسألةٌ أخرى.

(١) ٢٨٤:٢ في كتاب الأذان (باب ١٢٦ بعد باب فضل ((اللهم ربنا لك الحمد))).

(٢) أي صحيح مسلم ١١١:٤ في كتاب الصلاة (باب حجة من قال: لا يجهر بالبسملة).

(٣) ((صحيح البخاري)) ٢٠٣:٣ في كتاب الجنائز (باب قراءة فاتحة الكتاب على الجنازة).

44