ولقد طبع هذا الكتاب أكثر من مرة، وأخيرًا قامت الدكتورة "فوقية حسين" بتحقيقه والتعليق عليه مع مقدمة واسعة عن الأشعري.
وكتاب الإبانة يمثل الطور الأخير لدى أبي الحسن الأشعري، فهو بهذا آخر كتبه، ومما ذكره الدكتور "حمودة غرابة" في مقدمته لكتاب اللمع من أن اللمع متأخر عن الإبانة١، وكذلك الدكتورة فوقية في مقدمتها للإبانة٢ قول لا دليل عليه ولا يعتمد على البحث العلمي الدقيق حيث إن معظم المصادر تذكر أنها من آخر كتبه، وهو ما يتفق مع أطواره التي سيأتي الإشارة إليها٣.
بقي بعد ذلك رسالة مطبوعة ومنسوبة للأشعري لم يرد لها ذكر في القائمة السابقة وهي بعنوان "استحسان الخوض في علم الكلام" ولقد ناقش الدكتور بدوي موضوع هذه الرسالة وتوصل أخيرًا إلى أنها ليست من تأليف الأشعري، ورجح أنها من وضع أشعري متأخر عن زمن الأشعري، وقد يكون في القرن الخامس أو السادس٤، وقد أيدت الدكتورة فوقية هذا الرأي، وذكرت أنها من الكتب المنسوبة للأشعري٥.
ويظهر أن هذا رأي صحيح لعدم ورود هذه الرسالة - كما ذكر - في القائمة السابقة، وحتى لو كانت حقًا من تأليف الأشعري، فمما لا شك فيه أنها وقعت منه فترة وجوده على مذهب المعتزلة ودفاعه عن آرائهم ومعتقداتهم، كما ذكر أيضًا الأستاذ "فؤاد سزكين" أن الأشعري له رسالة بعنوان "عقيدة" مخطوطة بمكتبة الأزهر، وهي أربع ورقات ضمن مجموع ٥١١ تحت رقم ٣٢٠٣، ولها نسخة أخرى في برلين تحت رقم ٢١٠٩٦.
كما ذكر الأستاذ "فؤاد السيد" أن للأشعري كتابًا بعنوان "شجرة اليقين" وهو نسخة مصورة بالفوتوستات عن أصل مكتوب بخط مغربي سنة ١١٧٤٧.
_________
١ انظر: اللمع في الرد على أهل الزيغ والبدع ص٧.
٢ انظر: مقدمة تحقيق الإبانة ص٩١.
٣ انظر: رسالة الشيخ حماد الأنصاري عن الأشعري وعقيدته ص٨ – ١٥.
٤ انظر: مذاهب الإسلاميين ١/٥١٨ – ٥٢١.
٥ انظر: مقدمة تحقيقها لكتاب الإبانة ص٧٢ – ٧٤.
٦ تاريخ التراث العربي ٢/٣٧٧.
٧ فهرس مخطوطات دار الكتب المصرية القسم الثاني /٣.
1 / 33