تجدد حال بعد أن لم تكن فأصبحت مولاها من الناس كلهم * وأحرى قريش أن تهاب وتحمدا (1) ولولا أن الأمر على ما قلناه دون ما قلت، ما كان وجوب نصرته لهم ونصرتهم له مما يوجب تهنئته وحمده دون سائر الناس الناصرين والمنصورين، اللهم إلا أن يكون نصرة إمامة، وسلطان رئاسته، فيعود الأمر إلى ما قلناه وقد قدمت أن تأمل الشعر بعين الإنصاف يؤكد قولنا، ويبطل ما خالفه دون النظر والاحتجاج وقد بان ذلك والحمد لله.
ثم أقبلت على صاحب المجلس فقلت: ما قاله سيدنا - أدام الله عزه - في غلط امرئ القيس عند من غلطه والكميت في بيته من الشعر الذي طعن فيه فقد رضينا به شاهدا وذلك أن الذي غلطهما من منتحلي اللغة شذ بتغليطهما من سائر أهلها وتفرد في الحكم بما لم يوافقه عليه أحد من رؤساء علمائها وصار في ذلك فردا من بيتها ومسنا في الشذوذ من جملتها ولم يكن كذلك إلا لرئاستهما في المعرفة وتقديمها في الصناعة وكونها قدوة لمن نشأ بعدهما.
وإذا كان كذلك فواجب أن تكون هذه الحال حال من غلط من عددناه في لفظة " مولى " وما عبر بها وهذا يؤكد ما قلناه ويزيده بيانا ويسقط ما خالفه وضاده في معناه على أن البيت الذي حكى عن الأصمعي (2) الطعن فيه على الكميت - رحمة الله عليه - بخلاف بيته
Page 34