والوزن والعدد فيما يمكن، وحسم الجزاف من الغور والخديعة وكثرة الغبن. ويحتاج القيم بأمرها إلى شروط زائدة على شروط القضاء، ليتم له الغرض والإمضاء؛ متبعا آثار من مضى من أهل السنة والجماعة، عارفا بأصناف المعايش وحيل الباعة، إذ بذلك يتوصل إلى معرفة الغش والتدليس، ويميز بين التحقيق والتلبيس، ولا توجد هذه الخصال إلا من الحازم الفطن اليقظان، المتصف بالعفاف والشقة ومطالعة السلطان، ليتمكن من كل ما يريد إصلاحه أو تغييره، وزجر من يريد تأديبه أو تعزيره، ويأمن من الطعن والتغيير عليه من كل غبي جاهل، أو ظنين متساهل.
وها أنا أبين فصولها على الإيجاز والاختصار، وأنكب عن التطويل والإكثار. فأولها ومعتمدها: إصلاح آلات الكيل والوزن بالتحقيق السديد، وضبط الأشياء المتشتتة من التبديد، وحسم البياعات والصناعات من أنواع الغش والتدليس في الثمن والمشمون، ووجوه الخيانة، والمنع من تلقي السلع قبل أن ترد أسواقها المعاومة، ويتقدم في النهي عن البيع يوم الجمعة. والإمام على المنبر.
ويجب على ولي الحسبة النظر في معايش المسلمين، على تفصيل في ذلك، في تنظيفها، وإنضاجها، وتسعير ما يجوز تسعيره، وفي وقت يجوز، على اختلاف في ذلك، واختلاف أنواعها من الجودة والدناءة، وتخليعها من جميع الشوائب المؤثرة فيها، أو يؤول إليه أمرها، كتعاطي الباعة الربى في الأسواق بالجرأة، والاستهان في ردها في الصرف صفائح الخزف والأحجار، والبيع بحركة
1 / 120