منهم الإمام الفقيه الحافظ أبو بكر البيهقي صاحب التصانيف المشهورة والفضائل المنثورة، اعتمد عليه في كتاب الاعتقاد له، وحكى عنه في موضع منه، ولم يذكر من تواليفه سواه، فقال في (باب القول في القرآن) ما أخبرنا به الإمام شيخ الإسلام بقية السلف الصالح صدر الدين قاضي القضاة عمي أبو القاسم عبد الملك بن عيسى بن درباس قدس الله روحه بقراءتي عليه، قال: أنبأنا الإمام الحافظ أبو القاسم علي بن حسن الشافعي المعروف بابن عساكر بقراءتي عليه، قال: أنبأنا أبو عبد الله محمد بن الفضل بن أحمد الفراوي الصاعدي بقراءتي عليه: أنبأنا الإمام أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي وحكم عن الشافعي رحمه الله ما دل على أن ما نتلوه بألسنتنا ونسمعه بآذاننا ونكتبه في مصاحفنا كلام الله.
قال: وبمعناه ذكره أيضا علي بن إسماعيل - يعني أبا الحسن - الأشعري رحمة الله عليه في كتاب الإبانة (¬1).
ثم قال: وقال أبو الحسن علي بن إسماعيل رحمة الله عليه في كتابه:
فإن قال قائل: حدثونا أتقولون: إن كلام الله في اللوح المحفوظ؟
قيل له: نقول ذلك، لأن الله قال: {بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ} فالقرآن في اللوح المحفوظ، وهو في صدور الذين أوتوا العلم.
قال الله: {بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم} وهو متلو بالألسنة، قال الله تعالى: {لا تحرك به لسانك} فالقرآن مكتوب في الحقيقة، محفوظ في صدورنا في الحقيقة، متلو بألسنتنا في الحقيقة، مسموع لنا في الحقيقة كما قال تعالى: {فأجره حتى يسمع كلام الله} (¬2).
هذا آخر ما حكاه البيهقي عن كتاب الإبانة.
وقال البيهقي أيضا في أول هذا الباب بعد احتجاجه بآيات وغيرها مما هو مذكور في كتاب الإبانة فقال:
وقد احتج علي بن إسماعيل بهذه الفصول (¬3).
ومنهم الإمام الحافظ أبو العباس أحمد بن ثابت الطرقي (¬4)، فإنه قال في بيان مسألة الاستواء من تواليفه [من تأليفه]:
Page 7