27

Riqqa Wa Buka

الرقة والبكاء لابن قدامة

Investigator

محمد خير رمضان يوسف

Publisher

دار القلم،دمشق،الدار الشامية

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤١٥ هـ - ١٩٩٤ م

Publisher Location

بيروت

الْمَرْأَةُ، فَقَالَتْ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، قَدْ جَاءَ اللَّيْلُ، وَحَضَرَ فِطْرُ الصَّائِمِ، أَلا نَأْتِيكَ بِطَعَامٍ؟ فَنَادَاهَا مِنْ وَرَاءِ الْبَابِ: وَمَا يَصْنَعُ دَاوُدُ بِالطَّعَامِ بَعْدَ رُكُوبِ الْخَطِيئَةِ؟ . فَلَمْ يَزَلْ عَلَى هَذَا حَتَّى غُفِرَ لَهُ " ! ١٧٢ وعن وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ، قَالَ: " كَانَ لِدَاوُدَ حَشِيَّةٌ مَحْشُوَّةٌ بِالرَّمَادِ، يُصَلِّي عَلَيْهَا، فَكَانَ يُصَلِّي، فَيَبْكِي فِي سُجُودِهِ حَتَّى يَبُلَّ مَوْضِعَ سُجُودِهِ، ثُمَّ تَغْلِبُهُ الدُّمُوعُ فَتَجْرِي حَتَّى يَبُلَّ مَوْضِعُ الْحَشِيَّةِ مِنْ تَحْتِهِ، وَكَانَ يُنَادِي فِي سُجُودِهِ: قَرَحَ الْجَبِينُ، وَجَفَّتِ الدَّمْعَةُ، وَخَطِيئَتِي لَمْ تُغْفَرْ لِي. فَقِيلَ لَهُ: يَا دَاوُدُ، أَظَمْآنٌ فَتُسْقَى؟ أَجَائِعٌ فَتُطْعَمُ؟ أَعَارٍ فَتُكْسَى؟ قَالَ: فَازْدَادَ بُكَاءً عَلَى بُكَائِهِ، وَأَخَذَ فِي الأَنِينِ عِنْدَ مُنْقَطَعِ النَّحِيبِ. قَالَ: فَعِنْدَ ذَلِكَ رَحِمَهُ، فَغُفِرَ لَهُ " ! ١٧٣ قَالَ مُحَمَّدٌ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّيْمِيُّ، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ زِيَادٍ التَّمِيمِيُّ، قَالَ: " لَمَّا أَصَابَ دَاوُدُ الْخَطِيئَةَ، جَعَلَ يَفْزَعُ إِلَى الْعُبَّادِ، فَيَبْكِي إِلَيْهِم فِي رُءُوسِ الْجِبَالِ، وَيَبْكُونَ إِلَيْهِ، فَأَتَى عَلَى رَجُلٍ مُنْفَرِدٍ، فَنَادَاهُ: أَنَا دَاوُدُ نَبِيُّ اللَّهِ صَاحِبُ الْخَطِيئَةِ، أَوْ مَا بَلَغَكَ أَيُّهَا الرَّجُلُ؟ قَالَ: فَبَكَى الرَّجُلُ بُكَاءً شَدِيدًا، ثُمَّ قَالَ: يَا دَاوُدُ قَدْ بَلَغَتْ خَطِيئَتُكَ إِلَى الْعَظَاءَةِ فِي جُحْرِهَا، فَكَيْفَ لَمْ تَبْلُغْ بَنِي إِسْرَائِيلَ؟ فَبَكَى دَاوُدُ عِنْدَ ذَلِكَ، وَخَرَّ سَاجِدًا، فَلَمْ يَزَلْ يَبْكِي حَتَّى نَبَتَ الْعُشْبُ مِنْ دُمُوعِهِ " !

1 / 69