80

وطاف «فارس باشا» بضيوفه يحييهم، فقال للشيخ: «إنك يا سيد تسمن كثيرا، ألا تتعود رياضة المشي؟ امش بقدر ما تستطيع.»

ثم استطرد الحديث إلى الصحة، فقال «سعيد باشا» إنه يحس إعياء وخواء يشبه «الدوخة».

فسألته: هل كشفت عن الكبد؟

فقال: إن المصيبة كلها من هذه الكبد!

ولاح على الشيخ «رشيد» كأنه قد سمع مني نبوءة، فسألني: وهل درست الطب؟

قلت: إن علاقة الكبد بهذه الحالة لا تحتاج إلى علم طبيب.

ثم تبين لنا من جملة الحديث أن عناية الشيخ بالاطلاع على المعارف العصرية العامة أقل بكثير من عنايته بالاطلاع على مسائل الفقه والدين.

وتحققنا من هذا حين صدر الجزء الأول من تاريخ الأستاذ الإمام ووجدت فيه إشارة استفهام بعد اسم «عبد الله منو؟»

فاستغربت أن يكون الشيخ على غير علم بتاريخ هذا القائد الفرنسي، وقد دان بالإسلام وكانت له علاقة في مصر ببيت من أكبر البيوتات الإسلامية، ولكن الاطلاع على هذه المسائل التاريخية لم يكن - على ما يظهر - من هم الشيخ. •••

ولقيته مرة أخرى في قطار «المترو» ليلة من ليالي شهر رمضان ومعه قريب له يسمى - على ما أذكر - «عاصما».

Unknown page