وتحريف الغالين (1) وانتحال الجاهلين (2) كما ينفي الكير خبث الحديد.
قوله (عليه السلام): تحريف الغالين
بالتشديد أي المغشوشين في الاعتقاد الخائنين في الدين من الغل بالكسر الغش، والغلول بالضم الخيانة. أو بالتخفيف من الغلو بضمتين وشدة الواو أي الذين يغلون في دينهم ولا يبالون من المغالاة في ملتهم.
وقال في المغرب: غل فلان كذا غلا من باب طلب اذا أخذه ودسه في متاعه، وقد نسي مفعوله في قولهم غل من المغنم غلو لا اذا خان فيه، وقالوا: الغلول والاغلال الخيانة الا ان الغلول في المغنم خاصة والاغلال عام، ومنه ليس على المستعير غير المغل ضمان أي غير الخائن.
وفي الصحاح: قال ابن السكيت: لم نسمع في المغنم إلا غل غلو لا، وقرئ «ما كان لنبي أن يغل (1) » ويغل قال: فمعنى يغل يخون ومعنى يغل يحتمل معنيين:
أحدهما يخان يعني أن يؤخذ من غنيمته، والاخر يخون أي ينسب الى الغلول، وقال أبو عبيد: الغلول من المغنم خاصة ولا نراه من الخيانة ولا من الحقد، ومما يبين ذلك أنه يقال من الخيانة أغل يغل، ومن الحقد غل يغل بالكسر، ومن الغلول غل يغل بالضم (2).
وفي مجمل اللغة: فأما قوله (صلى الله عليه وآله) ثلاث لا يغل عليهن قلب مؤمن، فمن قال:
لا يغل فهو من الاغلال ومن قال: لا يغل فهو من الغل وهو الضغن، ومثل ذلك في الفائق والنهاية (3).
قوله (عليه السلام): وتأويل الجاهلين
التأويل والتأول من الاول أي الرجوع الى الاصل، ومنه الموئل للموضع الذي يرجع اليه، يقال: أول القرآن وتأوله وهذا متأول حسن واستآله طلب تأويله وذلك هو رد الشيء الى الغاية المتوخاة منه علما كان أو فعلا، ففي العلم نحو قوله
Page 11