أربع طبقات رئيسية ، تنقسم كل منها إلى أدوار تاريخية ثانوية ، يمثل كلا منها بعض الملوك الكشيين الذين عثر على وثائقهم المكتوبة في معابد المدينة وفي قصورها. وسكن الموقع أيضا أقوام أخرى استوطنت فوق أنقاض المدينة الكشية ، فقد عثر في بقعة قصور المدينة على قبور كثيرة دلت آثارها على أنها تعود إلى العصر الساساني ، وعثر على غيرها ، كالنقود من الدور الفرثي. واستوطنت فوق أنقاض معابد المدينة جالية إسلامية يرجع أقدم آثارها إلى دور سامراء ، أي القرن الثالث للهجرة. وكان بين اللقى الإسلامية ما يعود إلى العصر الايلخاني ، كما ورد في وقفية أمين الدين مرجان حيث تذكر ناحية عقرقوف بنهر عيسى وكان من جملة ما وقفه أمين الدين مرجان الالجايتي على المدرسة المرجانية ودار الشفاء بباب الغربة.
وزقورة عقرقوف ، أو برجها المدرج من نوادر ما بقي من الزقورات في العراق. وهي بخلاف غيرها لم ينطمر منها غير قاعدتها السفلى بالرغم من مرور 3400 سنة عليها. وهي عبارة عن جسم مصمت مبني باللبن لا يعرف عدد طبقاته الأصلية ولكن ما بقي من علو الزقورة الذي يرتفع عن السهل نحو 57 مترا ، يجيز لنا أن نتصور أن لها سبع طبقات. ويقرب شكل قاعدتها السفلى من المربع ، أبعادها 61* 68 مترا. وتتجه أركانها الأربعة حسب العادة باتجاه الجهات الأربع والقاعدة مبنية باللبن أيضا وجوهها مدعومة. وقد عثر في منتصف وجهها الجنوبي الشرقي على معالم درج آخر كان يرقى منه إلى قمة الزقورة حيث كان في الأصل هناك معبد صغير لإله المدينة. والمألوف وجود درجين آخيرين جانبيين يتصلان بالدرج الأوسط ويلتقي الثلاثة في القمة.
وبناء الزقورة غريب ، إذ يتكون من طبقات من اللبن يبلغ الموجود منها الآن ثلاثين طبقة ، وكل طبقة تتألف من ثمانية إلى تسعة سافات من اللبن وطبقة من الاسل المحبوك. وقد نجد أحيانا طبقات من الحصى سمكها 8 سنتيمترات لتسوية طبقة الاسل. وعثر أيضا على ربطات متينة من الحبال والقصب المشبوكين داخلة في البناء ، وأبعاد لبنة الزقورة تبلغ 33* 32* 8 سم.
Page 114