أمواجهما ودام القتال شهرا بتمامه ، والتقى الجمعان ، جيش أهل لا إله إلا الله وجيش الكفر ، ودخل جند المسلمين المعركة ، فمنهم من قطع رأسا ومنهم من قطع رأسه.
نزع سيفنا جوشنهم (1)
وودعت الأجساد أرواحها
فتغطت أرض حاسان بأكوام من أجساد القتلى ونصر البارى جنده نصرا مبينا ، ولحقت هزيمة ماحقة بالروم ، وفى تلك الحرب حمل «أشقف» القبطى من المقوقس رسائل ، وقد حضر هذه الحرب ورأى الروم فى كسرتهم ، فأخبر بذلك المقوقس ، فجعل القبط يقاتلون الروم ، وفى موضع يسمى «قواصر» أقام عسكر الإسلام خيامهم ومكثوا فيها ، وقال القبابطة إن جند العرب جند شداد غلبوا ملكنا المقوقس وأوقعوه فى الأسر ، وسبق أن هزمونا وأسرونا قال هذا بعضهم لبعض وكان يقول بعضهم أيضا : إن هؤلاء العرب قوم أحبهم ملكنا المقوقس وهم جند محمد العربى وإذا انضممنا إليهم كانوا المظفرين وفى هذا الأمر تشاوروا.
فغادر جند المسلمين بلبيس وعسكروا فى موضع يسمى «أم دنين» بالقرب من مدينة الخانكة ومن هذه الجهة خرج جيش الروم وفى صحراء الخانكة اقتتل الجيشان ثانية وتقاتلوا سبع ساعات حتى المساء ثم تهاونوا عند الغروب ، وفى هذا اليوم استشهد من الصحابة الكرام سبعون رجلا عليهم رحمة الله ومن الغد فى الصباح وصل مدد من قبل عمر يتألف من أربعة آلاف رجل هم من خيرة الجند ، فدبت فى جند المسلمين روح جديدة ، وفى هذا اليوم حاصروا قلعة «بابليون» وهناك دار قتال ضار ، وفى النهاية تولى القيادة الزبير بن العوام والأسود بن مقداد وشدوا من جانب القلعة التى دكت بالمنجنيق ففتحت وغنم المسلمون كثيرا من الغنائم وفى موضع القلعة المفتوحة بحمد الله جاء مدد من أربعة آلاف جندى من خيرة الجند وألفى جمل وسر عسكر الإسلام سرورا عظيما وانخلعت قلوب من فى مصر من الروم رعبا ، وتشاور عمرو بن العاص فى الأمر وأقر الهجوم على مصر من جهاتها الأربع ، ثم رأى جواز محاصرتها ، ثم انطلقوا إلى الإسكندرية ؛ وطووا المراحل فى أرض البحيرة وضربوا الحصار على قلعة
Page 73