100

* ذكر أحوال سلاطين مصر القاهرة المعزية

إن أول خلفاء على وجه الأرض منذ ظهور الإسلام هم الخلفاء الراشدون ، وهم أبو بكر الصديق ، وعمر ، وعثمان ، وعلى رضى الله عنهم ويقال للواحد منهم أمير المؤمنين فى اللغة العربية ، كما يقال أمير المؤمنين للإمام الحسن والحسين والأمويين والعباسيين ، وأول خليفة من الخلفاء الراشدين ملك مصر عمر بن الخطاب بعد فتح عمرو بن العاص لها ، ثم ملكها الأمويون ، ثم العباسيون ، وهم كذلك طبقتان منهم طبقة فى بغداد أنابوا عنهم ولاة فى مصر ، وطبقة أخرى بعد انقراض العباسيين بغارة هولاكو ، وكان أبناؤهم فى الصحراء لدى الأعراب ، فجاء بهم الظاهر بيبرس من الصحراء إلى مصر وأجلسهم على مسند الخلافة ، وأصبحوا خلفاء مستقلين.

* ديار مصر والإخشيديون

وهم () (1)، ومدة خلافتهم () (2) عاما ، بعد ذلك كان المعز لدين الله القاهر الفاطمى ملكا عظيم الشأن فى بلاد المغرب ، وأعطى أحد مماليكه كان يدعى أزهر وهو عربى من الحبشة عشرين ألف تيسا ، وحتى لا يعارض فى مصر أمره أن يطلب الإذن من الإخشيديين فى إقامة جامع فى مصر ، ووقع هذا موقع القبول من رجالها ، فشرع فى بناء الجامع الأزهر ، ومن أجل بناء هذا الجامع قدم مصر كل من كان فى بلاد المغرب من نحات وبناء ، ولقد أفاد الأزهر علماء مصر فائدة عظيمة ، حتى إن بناء الأزهر قبل تمامه كان طلاب العلم يجتمعون فيه ولما قرب تمامه ذاع أن معز الدين الظاهر آت إلى مصر ، وحشد المعز لدين الله حشودا من الجند وانتزعها من الإخشيديين ، وصلى فى الجامع الأزهر ، ويسمونها القاهرة لأن معز الدين القاهر قدم من المغرب وفتحها ، وعددهم () (3) ودامت دولتهم () (4) عاما.

Page 104