ثم مشينا من زمورة صبيحة الأحد ومع ذلك خرج معنا جموع من الناس فمنهم من وصل إلى أطراف العمارة ومنهم من وصل إلى قرب الوادي ومنهم من وصل إلى عقبة زمورة وكلهم محبة في الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وأمة محمد بخير فلا بد لهم من المحبة وهي على قدر الإيمان ومنهم من ذهب معنا إلى أولاد يحيى فوصلنا قرب المغرب فلما سمع شيخهم وهو الفاضل الشيخ ابن عثمان فأقام بضيافتنا وأحسن وأكرم الحجاج وأطعمهم في بيوت الشعر إلا أنها بيوت المستقر (1) وأقرهم (2) وأنسهم وتأدب معهم فلما تنفس الصبح ، أتانا وإياهم بالربح ، أخذنا الطريق ، وودعنا من بقي من الرفيق ، وهو سويد اللب ، وولد القلب ، سيدي محمد بن عبد الله ومن معه من أصحابه ومن معنا من المحبين من أولاد سيدي أحمد بن التواتي وصاروا إلى بيوتهم منيبين ، وإلى بيت ربنا كنا متوجهين ، إلى أن نزلنا عند قائد العزلة في وادي بوسلام ، وأقام بضيافتنا بالإكرام التام ، والبسط العام ، الشيخ ابن حمود (3) ثم ظعنا صبيحة يوم الثلاثاء إلى أن وصلنا إلى قصر الطير ، فحططنا به الرحال مع الغير ، وتلاقينا مع الحجاج ، ومن يريد الزيارة بلا احتجاج ، ووصلنا عند الظهر ، وانتفى علينا وعليكم البأس والضر ، فوجدنا هنالك ما كان كالشقيق ، سيدي أحمد الطيب وأولاده وسيدي أحمد بن حمود (4) وأصحابه فكان ما رمناه بالتصديق ، فاجتمع هناك فضلاء ونبلاء وأولياء وصلحاء بالتحقيق ، وكل يوم والحجاج تأتي من كل فج عميق ، فلما اجتمعوا ، واشتروا وباعوا ، اهتموا بالرحيل ثم إن كل فاضل وعالم وذي خير وراغب من قصر الطير إلا أتى إلى الركب يزوره ويقتبس نوره إلا
Page 110