الفاضل الصالح سيدي يحيى بن الحبيب وكذا من حلاه الله بجلية القبول وقد غلبت عليه صحبة الرسول من الله بفضله قريب سيدي عيسى بن الحبيب وقد أدركته صغيرا وكان عالما فاضلا كريما مهد الله له خلقه ونصره على ملوك زمانه بحيث لا يتعدى الغالب منهم كلامه وقد كان صغيرا طالبا عند الشيخ سيدي الحسن وأشار بولايته وكان إذا أراد أن يذهب إلى بيته يعطي له فرسه يركبها دون سائر الطلبة قيل له في ذلك قال عيسى مرابط وكان كذلك لأن أنفاس سيدي الحسن ما كذبت قط وسيدي عيسى هذا أعطى من الحلم ما لا يمكن أن يعبر عنه وكذا كرمه وقد سمعت من عم أبي قال إني بت عند سيدي عيسى هذا ليلة فلما حان وقت صلاة الفجر وإذا بالشيخ يقول أرأيت بني يعلى فقد انكسروا وأصابتهم جائحة الفتنة وكان الأمر كما ذكر وقال أن بني أحمد أيضا قد أتاهم ذل وفتنة عظيمة وسببهم الشيخ الفلاني الذي حرمه الله من نعائم الدنيا إذ كان يصوم الدهر كله غير أنه من العرفاء [أعني عليا ابن جني إذ قال صلى الله عليه وسلم أكثر العرفاء للنار وأما قليلهم فالمجنة والعراقة المشيخة] (1) وقال أيضا أن جميع الرؤساء من الشيوخ أتوا إليه وكل واحد يسره بكلام فإذا قام لي يا سيدي أبا القاسم الشريف كل واحد من هؤلاء إلى النار إلا واحدا أتاه من الشيوخ كلم الشيخ بالجهر ورفع الصوت بين يديه والشيخ كالمغضب عليه فلما انفصل عنه قال هذا من أهل الجنة يا شريف والشيخ هذا [هو عبد الرحمن بن أحمد بن امقدس] (2) حاصله كلما قال كان إلا إن البعض في حياته والبعض بعد موته وهو نفعنا الله به يحب الأشراف غاية المحبة يعمل بقوله تعالى قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى وقال صاحب المواهب اللدنية من المعاصي التي لا بد أن يعذب عليها بغض الأشراف واستدل بقوله تعالى قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم
Page 94