من قطع ميراث مسلم قطع الله ميراثه من الجنة ذكره ابن مرزوق في شرحه لفرائض خليل فإذا علمت هذا علمت انتقال الشيخ لوجوبه عليه وقد نص علماؤنا رحمة الله عليهم أن المعاصي إذا كثرت في موضع وقلت في آخر فيجب على العبد أن ينتقل لمحل قل فيه ذلك. وأما عند عموم الشر فلا بل يلزم مكانه ويكون حلسا من احلاس بيته إذ رب موضع انتقل إليه أكثر مما انتقل عنه فيرجع إلى الذي انتقل منه فيجده قد تغير أيضا ثم يرجع إلى الذي انتقل منه فيصير كحمار الرحى فالموضع الذي انتقل منه هو الذي يعود إليه ذكر هذا صاحب المدخل والشيخ هذا الذي حمله فان قلت لو كان الشيخ هذا قصده لانتقل إلى الجزائر أو قسنطينة أو تونس لأن هذه الأوطان سالمة من ذلك قلت حب الوطن من الإيمان كما روي عنه صلى الله عليه وسلم ولعله يتيسر له ذلك في بعض وطنه والسنة حب الوطن وقد يسر الله له ذلك والحمد لله وقد سكن مواضع عديدة ولعله يجد موضعا تتيسر له فيه العبادة ومن جملة ذلك صحة المعاملات وبفسادها يتكدر الوقت خصوصا على ما ذكره الشيخ زروق أن المعقود عليه يحرم بحرمة العقد والمذهب خلافه فالمعقود عليه لا يحرم بفساد العقد.
انعطاف نعم أولاده على طريقة من العلم والحلم والفضل والإحسان والأدب والحياء والبركة رضي الله عنهم سيما الورع الزاهد المقتفي آثار النبي صلى الله عليه وسلم المتمكن في طريق الله عز وجل الجامع بين الحقيقة الشريعة قدس الله روحه ولي ظاهر سيدي الحسين نجل الشيخ المذكور المتبع للسنة النبوية والشريعة المحمدية كادت أوصاف سيد الخلق أن توجد فيه وقد تخلق بمعاني الأسماء والأوصاف الإلهية ظاهره راغب في الدنيا وباطنه خال منها فالجاهل من الناس إذا رأى حرصه في الظاهر يقول سيدي الحسين يحب الدنيا وليس كذلك بل الدنيا في يد العارف أمانة والأمين لا يضيعها وإنما يترقب بها أمر صاحبها أو يردها لصاحبها ومن أحاط علما
Page 86