علامة زمانه ، وقدوة أوانه ، بركة الأوائل ، قد زحلق وآخر لقابل ، لحكمة ربانية يعلمها مرسل صاحب الشمائل ، الولي الواضح سيدي محمد صالح كاد أن يجدد الدين في وقته وعلمه مشهور وفضله منشور توفي في القرن الحادي عشر ضريحه معلوم يزار في قرية اجلميم من عرش بني اجمات من عرشنا بني ورثيلان وهو في غاية الصدق والوفا ، وعن كل مشتبه أو شبهة قد حفا (1)، رحمه الله وقدس ضريحه ، وأفاض علينا خيره وربحه ، ونور قلوبنا وقلوب أولادنا باليقين والتمكين ، وحلانا بحلية المتقين ، في كل تحريك وتسكين ، وهذا الشيخ كان مدرسا للعلم قائما بأمور الطلبة بنفسه مع قلة ذات يده ويهاجر من كل بلدة لا تأخذهم الأحكام إليه وقيل ليس على الأحكام الشرعية إلا جيرانه بنو اجمات من بلدنا فقد أنتقل من قرية بيكني وسكن متين من بني عيدل وكانوا يمنعون الميراث أيضا فأمرهم بإعطائه وحرضهم على ذلك فلما رآهم امتنعوا وتوانوا ورأى هجرته واجبة وعلم منهم انه إن انتقل بحضرتهم يمنعونه فتركهم إلى أن ذهبوا إلى الزيتون زمانه بحيث لا يبقى أحد في العمارة إلا الضيف أو كبير السن فلما آن زمانه وحان وقته ذهبوا إليه فرفع زوجه وشئونه فوقع النداء من العمارة والصياح ليجتمعوا على الشيخ إذ لا قدرة لهم على فراقه فتسابقوا إليه من كل فج عميق ليمسكوه فلما ألحوا على رجوعه وأقامته معهم حلف أن لا يرجع إليهم إلا بالرجوع إلى الأحكام الشرعية وقد علم الله صدقه في ذلك فامتثلوا أمره بجد وصدق فرجع فيهم على الأحكام الشرعية إلى الآن والحمد لله تعالى على ذلك وقد تحقق له الحديث فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة.
لطيفة أقول إنما هاجر رحمه الله وقدس روحه لما علم عظيم عصيانهم وكبير جرمهم إذ بعض المواضع سالمة من ذلك وقد ورد عنه صلى الله عليه وسلم انه قال
Page 85