يزيد حرارة كالسمن العتيق أو كلاما هذا معناه نفعنا الله به آمين وبأولاده (1) ولا شك أنهم أحياء عند ربهم لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
ومنه الزاهد الورع المتخلي عن الدنيا الذاكر لله كثيرا من الحادي عشر وقد قيل التقط حب البلوط من كل شجرة في وطن الخميس (2) إلا أنه ذكر الله عند كل حبة وانه أول أمره كان يؤاجر نفسه ويقتات من ذلك حتى منعه بعض الناس من أداء الصلاة فسلم في الأجرة (3) وذهب ولم يرجع ففهم أن الله لم يقمه في الأسباب وإنما أراد به التجريد عنها والتجريد واجب عند تعذر الأسباب الشرعية أنظر ابن عباد عند قول ابن عطاء الله أرادتك التجريد مع أقامة الله إياك في الأسباب من الشهرة الخفية وأرادتك الأسباب مع إقامة الله إياك في التجريد انحطاط عن الهمة العالية فرجع للتجريد وهو سيدي محمد بن يحيى من أولاد الشيخ سيدي مالك وجده هذا كان صاحب حال عظيم قيل انه صبغ تسعة وتسعين رجلا من جملتهم سيدي موسى الوغليسي ولم يجد أحدا يزيده فزاد شجرة الزان والله اعلم ومعنى صبغها محتمل يحتمل أن الله جعل فيها إدراكا كما جعلها في الذي نطق للنبي صلى الله عليه وسلم حتى ذاقت حلاوة الإيمان وشهدت مشاهد الخير والبركة ثم تصير بركة للناس بعده [ويحتمل] (4) أنها محل بركة إلى يوم الساعة فتصير أثارها لعيرها من العقلاء رحمة لأهل بلدة ومن يمر عليها وسيدي محمد هذا مجاب الدعوة وهو في جبل بني يعلى ضريحه مشهور يزار ومن أراد قصم عدوه الظالم فيسأل الله بجاهه عند ضريحه وقد جربت ذلك مرارا فوجدته كذلك أحيا قلوبنا الله بجاهه آمين.
Page 65