الشوق من غير اشتياق والعشق من غير عشق والحب كذلك وغيرها من الزهد فأنها من دسائس اللعين الشيطان الرجيم حرام باتفاق لا يقول أحد بحليته لما في ذلك من الفتنة ومخالفة السنة وإنما السماع المباح أن يكون مع أهله بشروطه الخالية من المحرمات ومع ذلك أنه دواء للمرضى من أهل الوله (1) وأما غيرهم من أهل البدايات كالمتمكنين فلا يكون ولا ينبغي في حقهم فهذه الفرقة غير معتبرة عندنا وإنما المعتبر من شد أزار الحزم والعزم للذكر والعبادة والاعتناء بنفسه وليس من هذا المجموع وهم موجودون والحمد لله وقليل ما هم.
ومنهم الولي الصالح الفاضل الناجح صاحب البركة قوي النتيجة (2) سيدي يدير بن صالح الجمهوري أصلا والعيدلي مسكنا التمغراوي (3) مدفنا تلميذ الشيخ سيدي يحيى العيدلي قد دفن معه في روضته نفعنا الله به فانه معظم غاية التعظيم وحبه ظاهر وأولاده ذوو بركة قوية وخيرهم مشهور وصلاحهم منثور وأمرهم مذكور ، فان الناس ينتفعون بهم ويعتقدونهم إلى الآن ولا يخلو البعض منهم عند الوجد الصحيح ، والحب الصريح ، فتجده انه يتواجد حقا ، ويحب صدقا ، وأنهم أهل السماع دائما على كل حال فمن طلبهم وافقوه وساعدوه على أي وجه فيه الرجال والنساء غير أن سماعهم في الغالب أولى من غيرهم والناس يأمنون شرهم ويعتقدونهم وان دلائل الشر خالية منهم غالبا إلا من قل منهم وندر وأنهم لا يفرون من العلم وأهله بخلاف غيرهم فهم أسعد حالا مما سواهم كما شاهدنا ذلك منهم وان الكل مخالف للسنة النبوية وأنه ليس بشروطه غير أن غيرهم يقصد البعض منهم
Page 60