عنهم يتركون سبعين بابا [من الحلال خوفا من الحرام] (1).
ولما كان الضمير متعلقا بمن تعلق بالرب الكريم وتاقت نفسي إليهم غير أن صلحاء بلدنا لم يتعرض لهم أحد قبل ولا بعد لعدم الاعتناء وضيق المعيشة أردت التنبيه عليهم على سبيل الإيجاز والاختصار مع البيان والاستفسار نعم أذكر ما دون وادي آقبو.
وأما جبل زواوة فهو منفرد وأولياؤه شهرتهم تغني عن ذكرهم وتعظيمهم يقوم مقام بيانهم وتبيانهم وجميل (2) آثارهم فلم يبق إلا ذكر هؤلاء ليتم المقصد الرحماني والنور الرباني فأقول وعلى الله أعول.
منهم الولي الصالح والبدر الواضح الذي يستجاب الدعاء عند ذكره وانه ممن يبر الله قسمه وكذا أولاده المنورون يبر الله قسمهم ويقبل دعاءهم سيدي أحمد بن يحيى نفعنا الله به وجعلنا من أهل وده ونسبه يتصل مع نسب أهل عروس من بلد زواوة وهم مشهورون وكذا فرقة في أتوجة جبل بقرب بجاية وانه من قبيلة مزينة وكان في أواخر القرن التاسع وهو تلميذ ابن غازي هكذا تصفحت أخباره رضي الله عنه وكراماته كثيرة ينبغي للعاقل أن يزوره ويزور من دفن معه فان أكثرهم صلحاء وقد سمعت الفاضلة الصالحة المنورة زوج سيدي محمد بن قري تقول إني ذهبت غيبا مع رجال الغيب لقضاء حاجة من أهل التصريف فلما وصلت إلى قبر الشيخ قام معي الشيخ ومن دفن معه للاجتماع مع أهل التصريف وكان الذي يتكلم في ذلك الديوان هو الشيخ سيدي أحمد بن يحيى إلى غير ذلك نفعنا الله به وأما شرفه فإنهم
Page 50