وأما الأخرى (1) كهتك الأعراض وغيرها مما لا يتمول (2) فلا بد أن يجعلك صاحبها في حل إن كان لا يتغير إن ذكرت له ذلك وعينته وإلا فاطلبه على الجملة إن كان لا يفهم التفضيل وإلا فاطلب له من الله المغفرة والإحسان إليه وكذلك إن كان ميتا فادع له بالرحمة ليتولى الله ذلك عنك وان تختار من مالك الحلال لتتزود به إن وجدته وأن تزجرا أصحابك عن الجدال والمنازعة عند الماء والنزول بان يصبروا ويتخلفوا فيجدوا ما كتب لهم فالذي يختاره الله للعبد أولى مما يختاره لنفسه ولعل الله ينظر إليه بعين الرحمة دائما أنظر للشيخ عبد الكريم الزواوي على الوغليسية فانه أجاد في نصح العبد وأعانته على ما فيه رضاه.
وكذا يصحح توبته ويقيم طريقته ليستقيم الإنسان كما أمر فإذا عزم الإنسان على الحج فلا بد أن يعلم فضله لتنشط نفسه لذلك ويسهل عليه أمر ماله إذ يصعب على النفس مفارقته وكذا تعب النفس في السفر ولذا ينبغي له أن يختار زمان البرد لشدة زمان الحر عليها فإذا علمت هذا علمت أن الحج من أفضل الأعمال وأولاها عند الله تعالى.
ولذا قال الشيخ خليل في مناسكه ما نصه ورد في الصحيحين عنه عليه الصلاة والسلام انه قال من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه والرفث هو الجماع وقيل الفحش من القول والفسوق المعاصي وفي الصحيحين عنه عليه الصلاة والسلام انه قال العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة والمبرور هو الذي يخالطه مأثم وقيل المقبول وقيل ما لين فيه الكلام وأطعم فيه الطعام ومشى في مناسكه ومشاعره اه.
Page 48