وإلا فلا وأن تتولى شراء ما تستحقه بنفسك لتسلم من المعاملات الفاسدة أو توكل من لا يتساهل في الأحكام الشرعية وأن يكون عالما وان تجعل من كان في الركب (1) كنفسك بان تجعل الكبير أبا لك والصغير ولدا لكل والمساوي أخا لك فلا ترضى لأبيك ولا لأبنك ولا لأخيك إلا خيرا وان لا تخالط الأغنياء أصحاب الترفه بان تستحقر نفسك ما عندها من المال فلا تحمد الله على ما أعطاك ويتعلق قلبك بمعالي الأمور حتى ينسى ما ذهب إليه بل من كان أدنى منك لتشكر الله على ما أولاك إذ من السنة في نفسك أن تنظر في أمور الآخرة من هو أعلى منك لتغبط حاله وتحمل نفسك على ذلك وأما أحوال الدنيا فتنظر من كان أقل منك لتشكر الله تعالى فتنموا أحوالك بإذن الله فيستقيم أمرك وان تعتمد على الله في جميع أحوالك ظاهرا وباطنا وان تودع من تركته من الأهل والأخوان والجيران لله تعالى لأن وديعته لا تضيع وان لا تذهب من بيتك حتى تقضي جميع ما كان عليك من حقوق الخلق لأن من أكل لأخيه المسلم ظلما دانقا [وهو] (2) سدس الدرهم أعطى فيه يوم القيامة سبعين صلاة مقبولة وقيل سبعمائة صلاة مقبولة فمن ظلمته أخذ من حسناتك وأن لم تكن لك حسنة أخذت من سيئاته لسيئاتك فلا تترك شيئا عليك وان ظننت أنك غفلت شيئا مما هو عسى أن يكون عليك فاجعل نائبا يتعاهد أمورك ويقضي ما كان عليك كما يقضي ما هو لك على الوصف المتقدم من العلم وعدم التساهل وان تترك ما يكفي من تجب نفقته عليك فتغسل ظاهرك عند سفرك وباطنك بالوجوه السابقة مع التوبة من كل مخالفة صدرت منك في الماضي لتكون صالحا لدخول حضرته هذا في الحقوق المالية.
Page 47