لا و (1) أن الصلاة في مسجد مكة ومسجد النبي صلى الله عليه وسلم تعدل ألف صلاة في غيره أو كما قال صلى الله عليه وسلم وأن الدعاء في عرفة ومزدلفة والمشعر الحرام ومنى ومسجده وعند الرمي وعند الملتزم وعند الحطيم وزمزم وعند الحجر وغيرها مستجاب وبالجملة فينبغي أن ينوي بسفره رضى الله تعالى وأن يشغل نفسه بالتوجه إلى الله وإلى بيته ومواجهة نبيه صلى الله عليه وسلم ومواجهة أصحابه وآله وعترته ومواجهة أنبياء الله ورسله عليهم الصلاة والسلام وأن ينتظر شفاعتهم بأن يتعلق بهم بحيث ينوي الانتقال من أوصافه المذمومة إلى الأوصاف المحمودة والسفر من الخلق إلى الخلق ومن طبائعه الردية إلى السجايا السنية وإن كانت غير مكتسبة إلا أن أسبابها مكتسبة وينوي أيضا أن يكون من وفد الله تعالى وضيوفه وإن يقصد أيضا إجابة الداعي الذي هو الآذان وأن يحمد الله ويشكره لما أن جعله من أهل الإجابة ومن الذاهبين لبيت الله تعالى ألا ترى إذا ذهب الإنسان إلى بيت قريبه يفرح فرحا عظيما ويسر سرورا كبيرا (2) فكيف ببيت ربه سبحانه وينوي إغاثة المضطر ما أمكنه بماله أو جاهه وأن يعلم الجاهل إن كان من أهل العلم أو يسأل العالم إن كان جاهلا وأن ينوي الزيارة لأحباب الله الأحياء والأموات في كل وطن يدخله سواء من يعرفه أم لا وإن يعتبر ويوحد الله فيما يراه من عجائب المخلوقات ولذا اختار الأكابر سكنى المدن الكبار من الأمصار للتوحيد والاعتبار [وأن يكف لسانه عن القيل والقال إذا أكثره فيه معصية الله تعالى] (3) وأن يشغل جميع أعضائه بما فيه رضى الله تعالى وأن يختار من الأخوان ما يزداد به إيمانه للصحبة وأن لا يشترك إلا مع من كان كنفسه بحيث إذا تصرفت في ماله لا يتغير كما إذا تصرفت في مالك
Page 46