وسبقت له السعادة إذا وصل إلى بيت الله الحرام ورأى تلك الأماكن الشريفة ودخل تلك الجموع المباركة يغفر الله تعالى له لكثرة المغفورين إذ لا يخلو الموسم العظيم أعني عرفة عن رجال الغيب وأهل التصريف كالقطب وغيره والأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام والخضر وإلياس فمذهب أهل (1) الفضل الغفران لجميع الحجاج وأما قول خليل وصح بالحرام وعصى فمذهب فقهي قلت في الحجة الأولى اجتمعنا مع الشيخ الولي الصالح العالم الواضح الورع الصدر العارف بالله تعالى الزاهد العالم بالمذاهب كلها المربي لأصحابه بحسن التربية الموافقة للشريعة والحقيقة وما أحسنه معرفة وأدبا وورعا وزهدا وصحبة وكان متقشفا سيدي محمد المغربي (2) الطرابلسي رحمه الله ونفعنا به آمين قال لنا عام ثلاثة وخمسين ومائة وألف (1153) العام الذي قبل العام الأول لم يقبل الله من الحجاج إلا سبعة وباقي الحجاج رجع خائبا غير أن السبعة المقبولين أقبلوا على الله بالتوجه بالطلب والسؤال والمغفرة لأهل الموسم (3) إلى دخول رمضان فأول ليلة منه تقبل الله منهم وغفر لأهل الموسم وأما العام الأول فقد خرج من فاس رجل لأجل أهل الموسم ليغفر الله لهم فلما وصل إلى عرفة فقال والله ما خرجت من هنا حتى تغفر (4) لجميع أهل الموسم فلم يخرج منه حتى غفر الله لهم فعمت المغفرة الذين لم يحجوا بأن جاءوا للنزهة (5) أو للسوق فقال قول خليل وصح بالحرام وعصى مذهب فقهي وأما مذهب أهل (6) الفضل فيغفر الله لجميع من حج وبالجملة فالعناية حاصلة لمن وصل إلى حرم الله وحرم رسوله وكيف
Page 45