وأما الشيخ سيدي التواتي فهو من القرن التاسع أيضا ولي صالح كبير الشأن عالم على الإطلاق وله مؤلفات كما كنا نسمع وهو عند أهل بجاية من أهل التصريف وقد سمعنا أن فتواه لا ترد إلى توزر وهو المعاصر للشيخ سيدي يحيى العيدلي وله زاوية وطلبة إلى الآن وخدام في الجبل وغيره نفعنا الله به آمين.
وأما سيدي سعيد العلمي فلم أحفظ من أخباره شيئا إلا ما ذكره عنه سيدي عبد الرحمن الثعالبي وعن الشيخ سيدي عبد الرحمن الوغليسي صاحب التآليف المعلوم في الفقه الذي شرحه سيدي عبد الكريم الزواوي شرحا كبيرا فيه من العلوم ما يغني الناظر عن غيره وطريقته رضي الله تعالى عنه طريقة ابن أبي جمرة وصاحب المدخل وشرحه سيدي عبد الرحمن الصباغ أيضا وسيدي عبد الكريم هذا كان ينقل عنه الشيخ عبد الباقي وغيره وقد زرت قبره في بلده أعني بني يتورغ من زواوة إذ قال رجع سيدي سعيد العلمي من بعض نواحي بجاية إليها فلما قرب وجد الباب مغلقا فرجع إلى قبر سيدي عبد الرحمن الوغليسي فبات عنده وإذا الشيخ سيدي عبد الرحمن قام من قبره وأصحابه من بجاية مجتمعون عليه يقرئهم ويعلمهم إذ مات رحمه الله تعالى وترك ختمة لم تكمل فكملها لهم في قبره بعد موته وهي كرامة عظيمة للشيخ سيدي سعيد وللشيخ سيدي عبد الرحمن ولتلامذته نفعنا الله بجميعهم وجعلنا في زمرتهم ورزقنا العافية وجمع شملنا بأهلنا ونصرنا على السنة وإظهارها بمنه وكرامه آمين.
وقال الشيخ سيدي عبد الرحمن الثعالبي دخلت بجاية في أواخر القرن الثامن فوجدت أصحاب الوغليسي متوافرين.
وأما سيدي محمد امقران فكان من أكابر الأولياء وهو من القرن العاشر يعني آخره وأخذ من الحادي عشر وكراماته ظاهرة وأحواله باهرة فلا يحتاج لذكرها.
Page 42