فكشف (1) السلطان عن وجهه ليعرفه فلما رآه بايعه حينئذ وتولى القضاء بعده (2) ابن الخطيب وأبو علي مشتغل بتدريس العلم فغار منه فبعث له رسولا ليخرج من بجاية فلما جاءه الرسول وجده في مجلس العلم وقال لحفيده قبل أن يكلمه الرسول خذ مصحفا وأقرأ لنا شيئا بعد التعوذ فأخذ المصحف وتعوذ ثم قرأ وأتل عليهم نبأ نوح إذ قال لقومه يا قوم إن كان كبر عليكم مقامي وتذكيري بآيات الله فعلى الله توكلت فأجمعوا أمركم وشركاءكم ثم لا يكن أمركم عليكم غمة ثم أفضوا إلي ولا تنظرون الآية فانتقع وجه الرسول ورجع وفي أثناء الطريق وجد رسولا من القاضي ليرده بأن لا يخبر الشيخ بذلك لأنه أتته ضربة من الله كادت أن تهلكه فلما وصل الرسول أخبره أمر الشيخ مع حفيده فتعجب ابن الخطيب ثم استرده إليه ليجعله في حل بصرة من الدراهم فرجع ووضعها بين يدي الشيخ وقال له يطلبك أن تجعله في حل فقال الشيخ جعلناه في حل وأمره برد الصرة وأبى أن يأخذها اه ومن كراماته بعد موته أيضا أن شخصا من تونس له صديق في بجاية مات يراه دائما في النوم يعذب ولما مات أبو علي المسيلي رآه في نعيم وسرور وسأله عن السبب وكان مدفونا في جبل خليفة فقال له لما مات الشيخ غفر الله لمن كان بين أطراف المدينة من قبره إلى الجبل ضيافة له وهدية نفعنا الله به آمين.
ثم إن ذلك الرجل احتمل من تونس إلى زيارة الشيخ فلما وصل إلى بجاية سأل عن قبر الشيخ وهو يتصبب عرقا وقبره متلبس بين أربعة قبور فينبغي للزائر أن يعينه بالنية فلما زاره أخبر بالقصة اه والدعاء مستجاب عند قبره ويسمى أبا حامد الصغير ومن تآليفه التذكرة والنبراس في الرد على منكر القياس وقد رأيت الشيخ عبد الباقي يقول قال صاحب النبراس وهو من أواخر القرن السادس.
Page 41