زكرياء الزواوي وكان رضي الله تعالى عنه لوذعيا فاضلا كريما لا نظير له وكانت تأتيه أمته مرارا في يوم واحد لمجلس درسه تطلب منه دراهم فلم يخيبها قط ثم قال بعض تلامذته هذا شيء كثير يا شيخ فقال له استحي أن تجتمع في ثلاث شينات شيخ وشحيح وأشبيلي اه وأيضا كانت رخامة عند قبره فيها تاريخ موته فأتى بعض النصارى إلى قبره (1) فرفعها فلما وصل بها إلى بلده تشاءم بها وردها بنفسه إلى قبره نفعنا الله به آمين.
ثم زرت من دفن في تلك المقبرة وانه دفن فيها أيضا قرب السور الشيخ عبد الحق بن ربيعة وقد ذكره صاحب عنوان الدراية بما يحرك قلب الناظر إليه وقد قيل أن في تلك المقبرة الغافقي.
ثم توجهت لزيارة الشيخ أبي زكرياء يحيى الزواوي وقد كان في القرن السادس وقبره مشهور أقول قال صاحب عنوان الدراية ما نصه أربعة قبور يستجاب الدعاء عندها قبر معروف ببغداد وقبر أبي مروان في بونة أي عنابة وقبر أبي زكرياء يحيى الزواوي الذي هو هذا وقبر أبي مدين في تلمسان وقد زرت والحمد لله الثلاثة بلغني الله إلى الرابع وهو قبر معروف بجاه من ذكرته من الأربعة آمين ومن أوصافه رضي الله عنه أنه كان لا يأكل إلا السمك يصطاده بنفسه طلبا للحلال وكان كثير التردد إلى (2) المساجد يتعبد فيها بنواحي بجاية وكان رحمه الله له مجلسان في العلم مجلس في الحديث ومجلس في التفسير إلا أن التفسير كان يقرئه بعد صلاة الجمعة على المنبر لكثرة الناس وازدحامهم عليه إلى يوم موته فكان يكرر قوله تعالى عفا الله عما سلف ومن عاد فينتقم الله منه ففهم أكثر الحاضرين أن الشيخ يموت وكان رحمه الله سخي
Page 38