275

لطيفة وعظية والشيء بالشيء يذكر ذكر الشعراني رحمه الله في طبقاته عن بعض الصالحين ممن يسكن في بعض قرى مصر انه كثرت أذاية أهل القرية التي هو بها له فعزم على الخروج منها فاكترى جمالا لحمل أمتعة فأتي بجمل فجعل يلقي عليه كل ما كان من الأمتعة فلما أكثر عليه قال له الشيخ أنك قد ثقلت على هذا الجمل فقال له صبي هناك يا عم إن الجمل يحمل أكثر من هذا فتفكر في نفسه وقال هذا خطاب من الحق لي فإذا كان الجمل وهو من الحيوانات العجم لا يعقل ولا يرجو ثوابا يحمل أكثر من هذا فكيف لا أتحمل أكثر من هذا من إذابة الخلق فحط أمتعته ورجع فسمع منشدا

أن الجمال التي بالحمل قد عرفت

تأبى العياء ولو مست من القتب

فأكد ذلك عنده لما فهمه اه إلى أن قال وقد ذكر شيخنا أبو سالم عن بعضهم أن الوباء قد وقع مرة بمصر وكثر الموت حتى كان يدفن في اليوم الواحد أربعون ألفها فهم الباشا وأتباعه بالخروج من مصر والفرار لما شاهد من كثرة الموت فلما فشا خبر أرادته الخروج طلع إليه رجل مسن من أهل التجربة والرأي فقال له بلغني أنك تريد الخروج فما الذي يخرجك قال هذا الموت الذريع الذي وقع في الناس فقال وأي موت هنا أبعث شيوخ الحومات بمصر لك كم من حومة بمصر فبعث إليهم فعدوا الحومات فوجدوها أربعين ألفا فقال له ذلك الشيخ ألم أقل لك أي موت هنا إنما هذا ميت من كل حومة فهو أما عبد أو صبي أو امرأة فلما سمع الباشا ذلك خف عليه الأمر فجلس اه .

وممن أخذ عنه سيدي أحمد بن ناصر في مصر وقد أخذ عن كثير من الأشياخ إلا أن إمام الجميع وهو أبو الحسن علي الزعتري إلى أن قال فيه ما نصه ومما أفادنيه وأنشدنيه :

Page 298