كالظلم ولقوله عز وجل : ( وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا ) الآية.
وبعد النعيم مفازة عظيمة يعسر أمرها على الحجاج لا سيما زمان الحرف إن الشوب قل من يسلم منه الناس إذ مقطع الكبريت صراط الدنيا لقلة مائة مرارته على تقدير وجوده والماشي فيها يستوحش من تغير لون السماء أكثر من أغبرار الأرض ومع هذا فهو أخفض (1) المفازات وأبعدها من تغير الهواء وإنما ينجو منها الإنسان بفضل الله وكثرة التزود من ماء النعيم إلى معطن المنعم نعم سر الله مع وفده وإلا فبضاعة الإنسان لا تستطيع المفاوز والمعاطب (2) والله يقول : ( إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ) ولو لا فضل الله ما سلم في مثلها أحد من المارين بها فإن الماشي بها كان الشمس نازلة إليه ومتوجهة لديه فلا يكاد الإنسان يعبر عما أدركه من ذلك ولا يعرف مقدار ما يصيبه إلا من ذاق من ذلك وشاركه في ذلك السبب الخاص.
ولذا قال شيخ شيوخنا سيدي أحمد بن ناصر ما نصه وتسمى هذه المسافة مقطع الكبريت تغليبا وإلا فالمسمى بذلك موضع واحد في هذه المسافة مياه كثيرة إلا أنها تقل في بعض الأحيان وبعضه أجاج فيحتاط الناس بأخذ الماء الطيب وهي مفازة قبيحة تهب فيها السموم إلى أن قال ونزلنا غربي اليهودية ثم قال قال أبو سالم في رحلته وفي الرسالة القشيرية عن بعض الفقراء انه قال دخلت مدينة اليهودية بأرض المغرب وساق الحكاية إلى آخرها ولعل تلك المدينة هي هذه إذ لا نعلم بأرض المغرب مدينة تسمى اليهودية والله اعلم بحقيقة ذلك قلت وأني قد وقفت ببعض
Page 264