219

الإحسان من الله والبرور والسالك ينظر الفتح ولذلك فهم الساعة ترى بري والواصل في حال شهوده وتجلي المحبوب على قلب ففهم في حال شهوده من هذا اللفظ ما أوسع بري.

هذا معنى قوله يسمع من كل شيء ولا شك أن في كل شيء آية تدل على الله في الجملة وعند أهل الحق لهم خطاب منهما يخصهم بحسب مقامهم من الحب وغيره.

وقد قال بعض العارفين مكثت أربعين سنة أخاطب الخلق بخطاب الحق وذلك لغلبة الشهود عليه والحضور لديه فلم يصح تصور الغفلة عليه ولا النسيان منه ولذلك كان به ومنه وإليه فكان الله سمعه وبصره كما هو في الحديث القدسي فليس عند هذا في الوجود إلا الحق أن سمع سمع به والباطل منعدم البتة في حقه فلا تقسيم فيه وإنما التقسيم فيمن يغيب عن نفسه تارة بمشاهدة محبوبه ويشاهدها أخرى فإن كان يسمع بالله ومن الله فسماعه حق لا يقول مسلم بحرمته وإنما هو آثار عليه حال الشهود وإنما الكلام في غيره والتفصيل فيه بين الزهاد وغيرهم وأهل التمكين وسواهم فاعلمه فانه مما يجب التفطن إليه وقد أشار إليه قبل غير أنه لا يفهم ما قاله كل قاصر في هذا العلم والمتبصر يعلم الحقائق على حالها.

وبالجملة فالبحث بالإباحة والتحريم والندب إنما هو فيمن يلتبس عنا قصده وحاله ففيه التفصيل السابق والكلام حينئذ على أسلوبه والجري على نمطه نعم قرائن الأحوال تميز أحوال السامعين فمن علم انه قصد أمرا مذموما في الشرع منع باتفاق ومن علم أن قصده صحيح لا علة فيه شرعا كالزهاد والعباد جاز قطعا من غير خلاف لكونه ترياقا مجربا أقل ما فيه من الدواء استراحة النفس مما حصل لها من التعب في حال المجاهدات وكذا أهل التمكين من الشيوخ فإنما سماعهم من الحق ولا شك أنه مطلوب منهم لتتسع دائرة علومهم وتتقوى أنوار معارفهم وهذا إذا سلم

Page 236