أسلافهم وبركتهم آمين.
وفي تلك الحجة وهي عام ثلاثة وخمسين ومائة ألف (1153) ذهب معنا العلامة الفاضل والمنور الكامل تلميذ سيدي عبد الحفيظ المذكور سيدي أحمد التليلي (1) كان كريما فاضلا بحيث لا صبر له عن إطعام الطعام في الطريق وكان يعرف السير كثيرا على أني زرت معهم في بدر ومكة والمدينة المشرفة فكأنه هو الذي وضعهم في التراب وله يد في العلوم كلها من غير تخصيص أي العلوم الظاهرة فقد كان واحد عصره وفريد زمانه وكذا علوم الحقائق ومثله علم الأوفاق فانه لا نظير له فيما علمت ومع ذلك أنه موفق غاية التوفيق ، وأقبل على الله بكله بالتحقيق ، وقد طلبني لعلم الأوفاق لأخذه عنه فامتنعت لكون قلبي حينئذ متعلقا بالله بحيث لم يترك لي سواه بان غلب على سطوة الوارد وكان رضي الله تعالى عنه يكتب المعارف يسمعها مني حين يتقوى علي (2) سلطان الوجد وكان بديع الخط سريع اليد فيه وكان ينسخ كراسا وأظنه من القالب الكبير في برقة ونحن مسافرون وأما يوم الإقامة فكان أكثر من ذلك وقد زبر في برقة رحلة الشيخ سيدي أحمد بن ناصر وزاد كتاب الصباغ في كرامات الشيخ سيدي أحمد بن يوسف وقدر الجميع ما يقرب من ستين كراسا ورجعنا إلى أن نزلنا توزر ونفطة إلى أن زرنا جميعا الولي الصالح ، والقطب الواضح ، سيدي عبد الحق فيها ولم تكن له طريق وإنما طريقه من قابس إلى قفصة ثم إلى محله فريانة وهي بين قفصة وتبسة وقد زرت محله والحمد لله وانفصلنا عنه حين أرتحلنا من نقطة وعند الافتراق أزال جبة صوف عن جسده فالبسها لي وعلمت أن الله تفضل علي بذلك ثم انه عند الانفصال قال لي أخاف عليكم من المحاربين بان قال قد ثبت عندي بأنهم خارجون إليكم ولا أدري أذلك من طريق الكشف وهو
Page 153