* [عناية أهل القاهرة بالمنطق]
ومن الأمر المنكر عليهم ، والنكر المألوف لديهم ، تدارسهم لعلم الفضول ، وتشاغلهم بالمعقول عن المنقول ، في إكبابهم على علم المنطق ، واعتقادهم أن من لا يحسنه ، لا يحسن أن ينطق ، فليت شعري هل قرأه الشافعي ومالك ، أو هو أضاء لأبي حنيفة (1) المسالك. وهل عاركه أحمد بن حنبل (2)، أو كان الثوري (3) على تعلمه قد أقبل ، وهل استعان به إياس (4) في ذكائه ، أو بلغ به عمرو (5) ما بلغ من دهائه. أو تمرس به قس وسحبان (6)، ولولاه ما أفصح أحد منهما (7) ولا أبان. أترى عقول القوم كليلة. إذ لم تشحذ على مسنه ، أترى فطنهم عليلة لما لم تكرع (8) في أجنه (9) عجبا كيف رويت قرائحهم ولم تمطر بعارض دجنه (10)، كلا هي أشرف من أن تقيد في سجنه. وأشف من أن يستحوذ (11) عليها طارق جنه. تالله لقد أغرق القوم فيما لا يعنيهم ، وأظهروا
Page 284