وقد كان حفظه الله استصحب سفرا من هذا [54 / آ] التأليف في سفره إلى الحج فوقف عليه الشيخ الصالح رئيس العلماء بمكة شرفها الله محب الدين الطبري (1) . فاستحسنه وكتب على ظهره ما نصه : «نظر فيه العبد الفقير إلى رأفة (2) مولاه. في سره ونجواه ، المحب أحمد بن عبد الله بن محمد الطبري المكي (3) مستضيئا بفرائده ، مستفيدا من فوائده ، متيمنا بنظره مستسعدا بأثره (4)، متبركا برؤياه ، حرس الله مجد مؤلفه وتولاه ، فألفاه رياضا أريضة (5) ودررا منيرة ، وشمسا بازغة ، وبراهين لحجج أهل الزيغ (6) دامغة ، ومعاني لطيفة ، وأحكاما منيفة ، وموردا لكل ظمان لهفان ، ومصدرا للبيان والتبيان ، وصادرا عن ضبط وإتقان ، وواردا من التحقيق مورد الإيقان ، نفع الله به مفيده والمستفيد ، وعمر بإفادته أقطار الوجود ، وعطر بذكاء شهرته الآفاق ، ونور بذكاء أنواره مواطن الإشراق ، ما تناسقت الظلم والأنوار ، وفي الوقت عن استيفاء مدحه شغل شاغل ، وما عسى أن (7) يقول القائل ، ومحاسنه أظهر من أن تشهر ، وأبين من أن تنشر ، والحمد لله على نواله ، وصلواته على سيدنا (8) محمد وآله».
Page 230