بمثلها غاد ولا راح رائح ، واستبان لهم لما لاح في ليل خبطهم نهار ، أن بنيانهم كان على ( شفا جرف هار ) (1)، ولولا ما أتوقع من جدال المماحك (2) لم أشن وجوه الأوراق بهذه المضاحك ، ولم أخلد لها ذكرا في كتاب ، بل أطويها (3) ( كطي السجل للكتب ) (4).
ثم قطعنا برية المراحل الحمر ، وهي بيداء تغري بالرواحل الضمر. على أنها أقل البراري غررا (5)، وأخفها مؤونة وضررا ، ماؤها مورود ، قلما يغب (6) الورود ، ولكن معالمها دوارس ، ومسالكها طوامس (7)، للرمال المنهالة والرياح الروامس (8).
ومنها إلى قريتي زوارة (9) وزواغة (10)، ذوي الأنفس الخبيثة والقلوب الزواغة (11)، معتقدات شنيعة ، وأعمال ( كسراب بقيعة ) (12) ومذاهب سوء ردية ، وضمائر شر عمر منهم كل طوية ، إن استنام إليهم حاج لم
Page 183