Rihla
رحلة ابن جبير - الجزء1
Publisher
دار بيروت للطباعة والنشر
Edition Number
الأولى
Publisher Location
بيروت
وكان عثمان ﵁ معهم وأول آية نزلت من القرآن على النبي ﷺ نزلت في الجبل المذكور وهو أخذ من الغرب إلى الشمال ووراء طرفه الشمالي جبانة الحجون التي تقدم ذكرها. وسور مكة إنما كان من جهة المعلى وهو مدخل إلى البلد ومن جهة المسفل وهو مدخل أيضا إليه ومن جهة باب العمرة وسائر الجوانب جبالا لا تحتاج معها إلى سور وسورها اليوم منهدم إلا آثاره الباقية وأبوابه القائمة.
ذكر بعض مشاهدها المعظمة وآثارها المقدسة
مكة شرفها الله كلها مشهد كريم كفاها شرفا ما خصها الله به من مثابة١ بيته العظيم وما سبق لها من دعوة الخيل إبراهيم وأنها حرم الله وأمنه وكفاها أنها مشأ النبي ﷺ الذي آثره الله بالتشريف والتكريم وابتعثه بالآيات والذكر الحكيم فهي مبدأ نزول الوحي والتنزيل وأول مهبط الروح الأمين جبريل وكانت مثابة أنبياء الله ورسله الأكرمين وهي أيضا مسقط رؤوس جماعة من الصحابة القرشين المهاجرين الذين جعلهم الله مصابيح الدين ونجوما للمهتدين.
فمن مشاهدها التي عانياها قبة الوحي وهي في دار خديجة أم المؤمنين رضى الله عنها وبها كان ابتناء النبي ﷺ بها وقبة صغيرة أيضا في الدار المذكورة فيها كان مولد فاطمة الزهراء ﵂ وفيها أيضا ولدت سدي شباب أهل الجنة: الحسن والحسين رضي الله عنهما٢ وهذه المواضع المقدسة المذكورة مغلقة مصونة قد بنيت بناء يليق بمثلها.
ومن مشاهدها الكريمة أيضا مولد النبي ﷺ والتربة
١ المثابة: مجتمع الناس. ٢ في سائر التواريخ أن الحسن والحسين ولدا في المدينة.
1 / 91